دراسة: جرعة واحدة من السيلوسيبين آمنة وفعالة لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد

السيلوسيبين هو مركب كيميائي مستخلص من فطر عش الغراب. وقد أجريت مؤخرًا دراسة جديدة للتحقق من سلامة استخدامه عند علاج اضطرابات الاكتئاب الشديد.

جرعة واحدة من السيلوسيبين آمنة وفعالة لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد

جرعة واحدة من السيلوسيبين آمنة وفعالة لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد
جرعة واحدة من السيلوسيبين آمنة وفعالة لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد

أجريت دراسة للتحقق من سلامة استخدام السيلوسيبين في علاج اضطراب الاكتئاب الشديد. وتوصل فريق الدراسة إلى نتائج واعدة باستخدام جرعة 25 ملليجرام من السيلوسيبين. حيث تعطى مع الدعم النفسي للمرضى الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD).
إذ وجدوا بداية سريعة للتأثيرات المضادة للاكتئاب، وانخفاضًا مستمرًا في أعراض الاكتئاب. كما لوحظ التحسن في الأداء النفسي الاجتماعي المرتبط بالاكتئاب.

ارتبط علاج السيلوسيبين بانخفاض كبير في درجات مقياس مونتغمري-أسبيرج لتقييم الاكتئاب (MADRS) مقارنة بالنياسين. MADRS هو تقييم مكون من 10 عناصر لتقييم أعراض الاكتئاب ومعالجة أعراض المزاج الأساسية، على سبيل المثال: الحزن والتوتر والإرهاق والتفكير التشاؤمي والأفكار الانتحارية.

أدى العلاج بالسيلوسيبين أيضا إلى خفض درجات مقياس شيهان للإعاقة (SDS) بشكل ملحوظ مقارنةً بالنياسين. ويولد مقياس SDS درجات تتعلق بالإعاقة في العمل، والإعاقة في الحياة الاجتماعية، والإعاقة في الحياة الأسرية.

وشملت النتائج الاستكشافية درجات على مقياس الانطباعات العالمية السريرية، ومقياس هاميلتون لتقدير مدى القلق. واستبيان جودة الاستمتاع بالحياة والرضا، وأعراض مقياس الاضطراب الاكتئابي الجسيم، واستبيان أكسفورد للاكتئاب (لتقييم التبلد العاطفي).

كما وجدت الدراسة أن علاج السيلوسيبين كان مرتبطًا بتحسينات في هذه النتائج الاستكشافية. بما في ذلك انخفاض شدة المرض عالميًا، وأعراض الاكتئاب والقلق المبلغ عنها ذاتيًا، وتحسين نوعية الحياة. ولم يؤد علاج السيلوسيبين إلى التبلد العاطفي، الذي غالبًا ما يكون أحد الآثار الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب المتعارف عليها.

التأثير الإيجابي للسيلوسيبين

تشير الدراسة إلى أن علاج السيلوسيبين أثر بشكل إيجابي على جوانب مختلفة من الصحة العقلية والرفاهية بما يتجاوز مجرد تقليل أعراض الاكتئاب. إذ أدى إلى تحسين الأداء العام وأعراض القلق ونوعية الحياة لدى المشاركين في الدراسة.

وتعد نتائج تلك الدراسة مهمة للغاية بسبب الحاجة إلى وجود مضاد اكتئاب قوي بدون آثار جانبية ضارة. إذ إن مضادات الاكتئاب الموصوفة حاليًا لا تفيد في علاج أكثر من ثلث المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد. أما فيما يخص الثلثين الذين نجحت معهم العلاجات الموصوفة. فقد احتاجوا إلى مدة طويلة تصل إلى عدة أشهر حتى تظهر نتائج العلاج. كما بلغ متوسط معدل الانتكاس لديهم خلال عام من أكثر من 50٪.

وهز الأمر الذي كان يضطر الأطباء إلى وصف أدوية مختلفة متعددة بمرور الوقت بحثًا عن استجابة دائمة. تعرض هذه الإستراتيجية المرضى عن غير قصد لآثار جانبية. خلال فترات التكيف مع الأدوية الجديدة وأعراض الانسحاب من محاولات العلاج السابقة. فإن التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، حتى لو لم تكن فعالة. يمكن أن يؤدي إلى أعراض انسحاب حادة ومنهكة. بما في ذلك الدوخة والغثيان وتشوش الحس والصداع والشعور غير الطبيعي والقلق والتفكير في الانتحار والأرق والاكتئاب.
على عكس السيلوسيبين (psilocybin) الذي أشارت الدراسات أنه يسبب استجابة سريعة مضادة للاكتئاب. كما أنها تدوم لفترة أطول بكثير من وجود الدواء في الجسم وغياب أعراض الانسحاب.

تؤكد الدراسة الحالية نتائج فعالية الدراسات السابقة ولم تبلغ عن أي أحداث سلبية خطيرة ناجمة عن العلاج. ومع تزايد الأدلة التي تعزز فعالية السيلوسيبين، يمكننا القول أنه الدواء المحتمل لعلاج الاكتئاب الشديد قريبًا.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى