دراسة/ تأثير مكان وطريقة الجلوس على قراءة قياس ضغط الدم

أجرى الباحثون دراسة علمية لمعرفة مدى تأثير مكان وطريقة جلوس المريض على قراءة قياس ضغط الدم. وتشير النتائج إلى أن الملايين من الأشخاص الذين لديهم معدلات طبيعية لضغط الدم، قد يتم تصنيفهم بشكل خاطئ على أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم بسبب الجلوس في وضعية غير صحيحة عند قياس الضغط.

الوضعية الصحيحة عند قياس ضغط الدم

الوضعية الصحيحة عند قياس ضغط الدم
الوضعية الصحيحة عند قياس ضغط الدم

توصي جمعية القلب الأمريكية بأن يجلس المريض في كرسي مع تثبيت قدميه بشكل مسطح على الأرض، ودعم الظهر، ودعم الذراع ليكون في مستوى القلب. وتساعد هذه الوضعية في ضمان الحصول على قراءة دقيقة للضغط. ومع ذلك، يقوم العديد من أخصائيي الرعاية الصحية بالقياس عند جلوس المريض على طاولة الفحص،أثناء تدلي الساقين أو عدم دعم الظهر أو الذراع، الأمر الذي يتسبب في نتائج غير صحيحة.

يمكن أن يؤدي التصنيف الخاطئ لارتفاع ضغط الدم، إلى تلقي بعض الأشخاص علاج مع عدم الحاجة إليه. وهو ما يعرض البعض إلى مخاطر تناول الكثير من الأدوية، التي تحمل آثار جانبية دون داعٍ. وهنا تأتي أهمية قياس الضغط الدم بدقة.

كيف يؤثر مكان وطريقة الجلوس على قراءة قياس ضغط الدم؟

أجريت دراسة على 150 بالغًا تم تعيينهم بشكل عشوائي في ثلاث مجموعات كما يلي:

  1. المجموعة الأولى: أجريت قياسات ضغط الدم على طاولة فحص ثابتة، ثم في كرسي فحص قابل للتعديل.
  2. المجموعة الثانية: تم قياس القراءات بنفس الترتيب ولكن بالعكس.
  3. المجموعة الثالثة: تم قياس القراءات في الكرسي فقط.

تمت مقارنة متوسط ثلاث قراءات على الطاولة مع متوسط القراءات التي تم أخذها في الكرسي. وتوصل الباحثون إلى الآتي:

بالنسبة للقراءات المأخوذة على طاولة الفحص، كان متوسط ​​ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) أعلى بمقدار 7 ملم زئبقي. ومتوسط ​​القراءة الانبساطية (الرقم السفلي) أعلى بمقدار 4.5 ملم زئبقي أعلى من تلك التي تم أخذها جالسًا على الكرسي.

خلص الباحثون إلى أن هذا الاختلاف كان كبيرا بما يكفي لتصنيف ملايين الأشخاص بشكل خاطئ على أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم وكان ضغط دمهم ضمن النطاق الطبيعي.

يشدد الباحثون على أهمية قياس الضغط الدم بدقة لتجنب تصنيف الأشخاص بشكل خاطئ وتفادي العلاج غير الضروري. كما يشير الباحثون إلى أن تصنيف الأشخاص بشكل خاطئ بأنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تناول الأدوية التي لا يحتاجون إليها والتي قد تسبب آثارًا جانبية غير ضرورية. على سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم عندما لا يحتاجون إليها يكونون معرضين لخطر انخفاض ضغط الدم blood pressure لديهم بشكل كبير، ويكونون عرضة للدوار والإغماء.

في الختام، تؤثر وضعية جلوس الأشخاص على قراءة قياس ضغط الدم، يجب أن يولي مقدمو الرعاية الصحية أهمية لقياس ضغط الدم بطريقة صحيحة، حتى وإن كان ذلك يستلزم المزيد من الوقت. ونأمل أن تهتم الأبحاث المستقبلية بالبحث عن استراتيجيات وطرق جديدة لتقليل وقت قياس الضغط مع الحصول على نتائج دقيقة.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى