العالم فوق الستين!
مع تحسن الرعاية الصحية وانخفاض معدلات المواليد، ترتفع نسبة المسنين عالميا، بما يمثله ذلك من عبء على النظم الاجتماعية والصحية، وقد وصلت نسبة من تجاوزوا الستين حوالي 13% من سكان العالم حاليا وفقا لإحصائية أممية.
فقد ذكرت الإحصائية التي نشرتها إدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية أن عدد من تجاوزت أعمارهم الستين قد تجاوز الـ 962 مليون في عام 2017، وذلك أكثر من ضعف ما كان عليه عام 1980 عندما كان هناك 382 مليون مسن، ويُتوقع أن يتضاعف هذا العدد مرة أخرى بحلول عام 2050 ليصل عدد الذين تجاوزوا الستين عاما لحوالي 2.1 مليار فرد.
ومن المتوقع في عام 2030 أن يتجاوز عدد المسنين عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات(1.41 مليار مقابل 1.35 مليار)، بينما في عام 2050 وكما تشير التوقعات، سيكون هناك المزيد من كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر بأعداد تفوق المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10-24 سنة (2.1 مليار مقابل 2.0 مليار).
على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة أو أكثر لأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2017 و 2050، لتصل إلى 425 مليونًا مقارنة بـ 137.
وقد ذكرت الإحصائية أن أكثر من ثلثي كبار السن في العالم يعيشون في البلدان النامية، حيث تنمو أعدادهم بصورة أسرع من البلدان المتقدمة. ومن المتوقع في عام 2050، أن يكون هناك حوالي 8 من كل 10 أشخاص من كبار السن في العالم يعيشون في البلدان النامية.
وتنتج هذه الزيادة الحتمية في أعداد كبار السن نتيجة لتحسن وسائل الرعاية الصحية، وتوفر العلاجات واللقاحات، والتغير الديموغرافي وتحسن سبل المعيشة، إضافة لانخفاض معدلات الخصوبة، حيث تتجه معظم الدول حاليا لتنظيم النسل وفرض القوانين للحد من أعداد المواليد.
وعلى الرغم من أن نسب الشيخوخة أعلى في أوروبا وأمريكا الشمالية _ هناك أكثر من شخص واحد من كل خمسة يبلغ من العمر 60 عامًا أو أكثر في عام 2017_ فإن أعداد من تجاوزوا الستين قد ارتفعت في المناطق الأخرى أيضًا. ومن المتوقع في عام 2050، أن يمثل كبار السن 35 في المائة من سكان أوروبا، و 28 في المائة في أمريكا الشمالية، و 25 في المائة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و 24 في المائة في آسيا، و 23 في المائة في أوقيانوسيا، و 9 في المائة في أفريقيا.
وقد تصدرت اليابان _طبقا لتقرير الأمم المتحدة_ قائمة دول العالم من حيث نسبة الشيخوخة، حيث شكلت نسبة من تجاوز الستين عاما نحو 33.4% من مجموع سكانها، وقد تلاها في قائمة الترتيب إيطاليا بنسبة بلغت 29.4%، ثم جاءت ألمانيا ثالثا بـ 28%، ثم البرتغال بـ ـ27.9%، وبعدها الفلبين بـ ـ27.8% من مجموع سكانها.
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أهمية قيام الحكومات بتنفيذ سياسات خاصة لتلبية احتياجات ومصالح كبار السن، بما في ذلك تلك المتعلقة بالإسكان والعمالة والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وغيرها من أشكال التضامن بين الأجيال.