باحثون يتوصلون لعلاج جديد لمرض السكري مع أعراض جانبية أقل

لقد أصبح تحسين الأدوية المتاحة لمرض السكري من النوع الثاني خطوة قريبة المنال بعد الاكتشاف الجديد التي توصل إليه باحثون في جامعة بنسلفانيا وجامعة سيراكيوز، من خلال تعديل المكون الرئيسي للأدوية الحالية للحصول على أدوية مطورة لمرض السكري مع أعراض جانبية أقل.

السكري مع أعراض جانبية أقل
باحثون يتوصلون لعلاج جديد لمرض السكري مع أعراض جانبية أقل

فقد أنتج الباحثون مركبًا فعالًا لعلاج ارتفاع سكر الدم خلال التجارب على الحيوانات، بدون الآثار الجانبية الأكثر حدوثَا للعقاقير الحالية.

يقول الدكتور بارت دى جونغ_كلية التمريض بجامعة بنسلفانيا: "غالباً ما تحتوي نشرات الأدوية على قوائم طويلة من الآثار الجانبية التي تؤثر سلباً على العلاج".

"وفي علاجات مرض السكري من النوع الثاني، يتصدر الغثيان والقيء القائمة".

"ويعد ذلك هو السبب الرئيسي في توقف الناس عن تناول أدوية السكري، مما يقلل من نوعية الحياة للملايين من المرضى".

لقد ازداد معدل داء السكري من النوع الثاني_المرتبط بالسمنة_بشكل كبير في العقود الأخيرة.

وتعد فئة أدوية الببتيد شبيه الجلوكاجون- 1 (GLP-1) من الأدوية التي تستخدم على نطاق واسع.

وتعد أدوية هذه الفئة فعالة للتحكم في ارتفاع سكر الدم. ومع ذلك، فجميعها يسبب الغثيان والقيء في20٪ :50٪ من المرضى.

وقد قام الفريق البحثي بتعديل العنصر النشط في الأدوية الحالية_وهو مركب يسمى اكسيندين (exendin-4).

حيث قاموا بربط كل جزيء من exendin-4 بفيتامينB12، ومن ثم نتج مركب أقل امتصاصًا في مناطق الدماغ المسببة للغثيان والقيء.

تطوير أدوية جديدة لمرض السكري مع أعراض جانبية أقل

بعد أن نشر الباحثون نتائج دمجexendin-4/B-12 وأثره في تحسن مستويات السكر في الدم، تناولت أحدث أبحاث الفريق مسألة الآثار الجانبية.

لكن إثبات ذلك في التجارب على الحيوانات كان تحديًا، لأن فئران التجارب غير قادرة على التقيؤ.

لذا حول الباحثون انتباههم إلى الزبابة_حيوان ثديي بحجم الفأر مع منعكس القيء المماثل للإنسان.

وقد أحدثت تعديلاتهم اختلافًا مذهلاً في استجابة الزبابة، حيث أظهر كلا الإصدارين من الأدوية فوائد متساوية للتحكم في سكر الدم.

لكن حدث القيء في حوالي 90 ٪ من الحيوانات المعالجة بالنوع العادي من exendin-4 و12 ٪ فقط مع النسخة المعدلة.

يقول دي جونغ: "نتائج القيء ملفتة ومشجعة للغاية".

"من النادر رؤية مثل هذه النتائج الإيجابية مع دواء جديد مقارنة مع الدواء القياسي".

"لذا من الصعب ألا تكون متفائلا عندما تلاحظ انعكاس كامل في انتشار الأعراض الجانبية لصالح النوع المحسّن بشكل كبير."

وقد وجد الباحثون أن الدواء المعدل يحدث نقصًا في تنشيط منطقة دماغية يطلق عليها المركب المبهمي الظهري (dorsal vagal complex).

وتقع هذه في الدماغ المؤخر، ويُعتقد أنها تنسق العديد من سلوكيات تناول الطعام، بما في ذلك المنعكسات مثل منعكس القيء.

مرض السكري من النوع الثاني

يعد السكري من النوع الثاني أكثر أنواع مرض السكري شيوعًا، حيث يصيب أكثر من 25 مليون أمريكي.

ويتطور المرض عندما يتوقف الجسم عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بشكل مزمن.

وإذا ترك دون علاج، فإن مضاعفات مرض السكري تشمل مشاكل في الدورة الدموية، وأمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية.

وبالإضافة للنظام الغذائي وممارسة الرياضة، كثيرًا ما يوصي الأطباء بالعقاقير لقدرتها على تحقيق استقرار سريع في نسبة السكر في الدم.

ويمكن أن يحسن اكتشاف الفريق الحالي من التعامل مع مرض السكري من خلال الوصول إلى الجيل التالي من الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء، والتي يمكن تحملها بشكل أفضل، مما يقلل من عدد الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول الأدوية بسبب الآثار الجانبية الضارة.

طالع أيضًا: الغذاء والدواء توافق على أول جهاز قياس سكر الدم باستمرار

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى