الصحة النفسية حق للجميع

أيهما أهم في حياة الإنسان، الصحة الجسدية أم  الصحة النفسية ؟ في الحقيقة لا يمكن الإجابة على هذا السؤال؛ إذ إن كلاهما مهم؛ لذا يجب الحفاظ على التوازن بينهما؛ لمنع ظهور كثير من المشاكل والأمراض النفسية، التي لا تؤثر فقط على الفرد بل على المجتمع بأكمله! 

الصحة النفسية  

تمتع الشخص بصحة نفسية جيدة (psychological health)، يتمثل في استقرار الشخص نفسيًا وعاطفيًا، مما ينعكس على طريقة تفكيره وتصرفاته مع الآخرين، وتعامله مع التوتر والقلق، وطريقته في اتخاذ القرارات. 

وهي أيضًا تصف قدرة الشخص على إدراك مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحيحة مناسبة. 

المعتقد السائد، عن أن الاهتمام بالاتزان النفسي، يجب أن يكون في مرحلة الطفولة والمراهقة فقط خاطئ؛ إذ إن الاتزان النفسي للشخص مهم في جميع مراحل حياته، يساعده على التقدم والنجاح، وتخطي الصعاب والأزمات التي يمر بها في الحياة.

الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية 

لا يوجد حد فاصل واضح بين الصحة العقلية والاتزان النفسي؛ إذ إن الصحة العقلية والعاطفية متشابهة في بعض النواحي. 

ولكن للتبسيط يمكن التعبير عن الصحة العقلية بأن الإنسان خالي من  الأمراض العقلية، التي تحدث نتيجة لوجود اختلاف في كيمياء الدماغ، مما يجعل الشخص يخطئ في فهم كثير من الحقائق، مثل الشخص الذي يظن أن يده ليست نظيمة كفاية كما في مرض وسواس النظافة. 

أما الصحة العاطفية الجيدة، فهي سلامة المشاعر والسلوك مع وجود نضج اجتماعي، يجعل الشخص قادر على التحكم والسيطرة على مشاعره. 

مظاهر الصحة النفسية

تساعد الصحة العاطفية الجيدة الأشخاص على 

  • إدراك امكانياتهم وقدراتهم. 
  • التعامل مع ضغوط الحياة المختلفة. 
  • العمل بإنتاجية. 
  • القدرة على التعبير عن المشاعر. 
  • القدرة على بناء والحفاظ على علاقات الاجتماعية. 
  • المرونة في تعلم مهارات جديدة والتكيف مع التغيير.
  • الشعور بالمعنى والهدف في كل من الأنشطة والعلاقات. 

مما ينعكس على سلوكياتهم وتصرفاتهم مع الآخرين. 

الصحة النفسية حق للجميع
الصحة النفسية حق للجميع

نصائح عن الصحة النفسية

مثلما يسعى الإنسان للوقاية من الأمراض الجسدية، وتقوية مناعته للمقاومة الفيروسات والجراثيم، يجب أن يهتم أيضًا بالحفاظ على الاستقرار والاتزان النفسي، فيما يلي بعض الطرق التي تساعد في ذلك 

- اتباع نظام غذائي صحي 

إذا كنت لا تفكر في اتباع نظام غذائي صحي، عليك إعادة التفكير في ذلك؛ إذ إن الطعام الصحي لا يؤثر على الصحة الجسدية فقط بل على الاتزان  النفسي أيضًا، الأطعمة التالية قد تؤثر سلبًا على الاتزان النفسي 

  • الدهون المتحولة. 
  • الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة بكميات كبيرة. 
  • الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من السكر. 
  • الأكلات  المقلية. 
  • الكربوهيدرات المكررة (مثل الأرز الأبيض أو الدقيق الأبيض). 

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام 

تساعد التمارين في إطلاق الإندورفين وبعض المواد الكيميائية التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية، وأيضًا تخفف من التوتر، وتحسن الذاكرة، وتساعد في النوم بشكل أفضل. 

المشي هو أفضل رياضة تساعد في تحسين المزاج و تخليص الشخص من الطاقة السلبية. 

- السيطرة على التوتر، عن طريق تخصيص وقت للتأمل والتفكير والاسترخاء عن طريق جلسات التدليك أو حتى عن طريق ممارسة تمارين التنفس للاسترخاء. 

- تقدير الذات، ليس لدرجة الغرور، ولكن احترام الذات وتجنب النقد الذاتي، وتخصيص وقت لممارسة الهوايات المفضلة يساعد في تعزيز الاتزان النفسي. 

- حاول التعامل مع الأشخاص الإيجابيين واطلب منهم الدعم والمساعدة عند الحاجة. 

- احصل على قسط كافي من النوم والراحة؛ فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم هو ضرورة وليس رفاهية، لتعزيز الصحة النفسية .  

اقرأ أيضًا: 

العلامات المبكرة لاضطراب الصحة العاطفية

يمكن أن يكون وجود واحد أو أكثر من العلامات التالية مؤشر خطر لوجود خلل في الصحة النفسية يجب التعامل معها 

  • تغير في الشهية إما بالزيادة أو بالنقص. 
  • الأرق أو النوم الكثير. 
  • الإحساس بانخفاض الطاقة. 
  • الآلام والأوجاع غير مبررة. 
  • الشعور بالعجز واليأس. 
  • عدم القدرة على قضاء الاحتياجات والمسؤوليات اليومية للشخص. 
  • الشعور بالغضب والقلق أو النسيان. 
  • تقلبات حادة في المزاج. 

متى تستشير الطبيب 

يهمل كثير من الأشخاص في صحتهم النفسية، قد يكون ذلك نتيجة للفكرة السائدة عن عدم أهمية الأمراض النفسية، أو خوفًا من الوصمة المجتمعية. 

يجب التوجه إلى الطبيب فور الإحساس أي من الأعراض التالية 

  • الشعور بالحزن وفقدان الأمل لفترات طويلة، تؤثر على حياة الشخص. 
  • الشعور برغبة في إيذاء النفس أو الأشخاص المحيطين. 
  • فقد السيطرة على التوتر والقلق. 
  • صعوبة في التركيز. 
  • العزلة. 
  • الشعور بالقلق والتوتر من أبسط الأشياء. 

الخلاصة 

لا يهتم الكثير بـ الصحة النفسية ، مما ينعكس على تصرفاتهم وأفعالهم، من الأشياء التي تساعد على الحفاظ على الاتزان النفسي ممارسة الرياضة وأخذ قسط كافي من النوم. 

من مظاهر الاتزان النفسي القدرة على السيطرة على التوتر والتكيف مع التغيير، يجب استشارة الطبيب في حال  الشعور برغبة في إيذاء النفس أو الأشخاص المحيطين. 

  • طالع في قسم الأدوية عن دواء بوسبيرون Buspirone من الأدوية مضادات للقلق Anxiolytics.

المصادر 

ساره محمد

طبيب ساره محمد حسن، حاصلة على بكالريوس طب وجراحة، وأعمل طبيب أشعة وكاتب محتوى طبي. هدفي نشر الوعي الطبي، وإثراء المحتوى العربي، وتقديم معلومات طبية صحيحة وبطريقة مبسطة للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى