مركب مشتق من البروكلي يساعد في منع وعلاج السكتة الدماغية

تعد السكتة الدماغية أحد الأسباب الخمسة الرئيسية للوفاة في أستراليا، حيث تودي بحياة 23 شخصًا يوميًا. وجدت دراسة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم أُجريت في معهد أبحاث القلب الأسترالي (HRI) لمدة ثلاث سنوات، أن الخضروات الصليبية الشائعة التي يتناولها ملايين الأستراليين يوميًا يمكن الاستفادة منها في منع وعلاج السكتة الدماغية.
إذ أكدت الدراسة أن المادة الكيميائية الطبيعية الموجودة في البروكلي يمكن أن تقلل من خطر تكوين جلطات الدم الضارة التي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى السكتة الدماغية، وكذلك تحسين أداء الأدوية المستخدمة لعلاج السكتة الدماغية وإذابة الجلطات.

البروكلي لمنع وعلاج السكتة الدماغية

البروكلي لمنع وعلاج السكتة الدماغية
البروكلي لمنع وعلاج السكتة الدماغية

يعاني ما يقرب من 55000 أسترالي من السكتة الدماغية كل عام، دون سابق إنذار في كثير من الأحيان. ويمكن أن يحدث هذا في أي عمر. حوالي 85% من السكتات الدماغية تنتج عن تكوين جلطة دموية ضارة في الدماغ (تُعرف أيضًا باسم السكتة الدماغية الحادة ). وهي سبب رئيسي للإعاقة وتكلف ما يقدر بنحو 7.74 مليار دولار سنويًا في الرعاية الصحية في أستراليا.

بعد إصابة المريض بسكتة دماغية إقفارية، يتم علاجه باستخدام منشط البلازمينوجين النسيجي (tPA). وهو نوع من الأدوية التي تعمل على تفكيك الجلطات لإبطاء تفاقم تلف الدماغ. ولسوء الحظ، لا ينجح هذا العلاج إلا لدى 20 % من الحالات.

وجد الباحثون في التجارب ما قبل السريرية أن معدل نجاح tPA يرتفع إلى 60 % عندما يتم العلاج بالأدوية المعتادة بالإضافة إلى مع المركب المشتق من البروكلي. ومن المثير أن هذا المركب الموجود بشكل طبيعي لا يسبب أي علامات نزيف، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة. كما أوضح الباحثون أن العلاج يرتبط بعوامل تسييل الدم التي تم اختبارها في علاج السكتة الدماغية. وهذا يعني أننا يمكن أن نرى مسعفين يعالجون مرضى السكتة الدماغية باستخدام دواء يعتمد على البروكلي بالإضافة إلى منشط البلاسمينوجين النسيجي في طريقهم إلى المستشفى.

أظهر الاختبار الأولي أيضًا أنه بمجرد إعطاء الجزيئات المشتقة من البروكلي، كانت قادرة أيضًا على إبطاء بداية السكتة الدماغية.

نتائج الدراسة

أثبتت النتائج أن مركب البروكلي ليس فعالاً في تحسين أداء الأدوية المستخدمة لإذابة الجلطات بعد السكتة الدماغية فحسب. بل يمكن استخدامه كعامل وقائي للمرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بالسكتة الدماغية.

بعد النتائج الفعالة التي توصل إليها فريق الباحث، بدأوا بتحويل اهتمامهم الآن إلى التجارب السريرية. ما يبشر بإمكانية توفر علاج وقائي جديد للسكتة الدماغية Stroke ومضاد للتخثر في أقل من خمس سنوات.

صرح فريق البحث أيضًا عن سعادتهم بالنتائج التي توصلوا إليها، التي ستؤدي إلى تطوير دواء جديد لعلاج السكتة الدماغية. كما أعلنوا عن نيتهم في الاستمرار في استكشاف كيف يمكن للمركبات عالية النقاء من الخضروات أن يكون لها آثار مفيدة في علاج الحالات المرضية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى