الدفاع المناعي والسرطان Cancer and Immune System
تدل قابلية بقاء الخلايا السرطانية على قيد الحياة ما بين الخلايا الطبيعية في الجسم بحدّ ذاتها على قدرتها إما في التغلب على أو في التحايل على الأنظمة المناعية في الجسم. وينتفي الاحتمال الأول بوجود الأدلة المختبرية والسريرية على علاقة إيجابية ما بين الخلايا السرطانية ودفاعات الجسم المناعية. وفي نفس الوقت هناك من الناحية الأخرى أدلة سريرية واضحة تسند الاحتمال الثاني كازدياد ظهور السرطانات في الأفراد ذوي النظام المناعي الضعيف أو المختل الوظيفة كما يحدث في مرضى نقص المناعة المكتسب الإيدز والأمراض المناعية الوراثية مثل الأتاكسيا تيلانجكتيسيا .Ataxia Telangectasia
هناك العديد من الوسائل التي تمكن خلايا السرطان من محايلة الجهاز المناعي وإخفاء اختلافاتها عن الخلايا الطبيعية فيفشل في تحسسها ومحاربتها مناعياً. ومن هذه الوسائل هي:
• تشابه إنتيجينات الخلايا السرطانية مع الخلايا الطبيعية من نفس الأصل النسيجي الأنتيجين هو الزلال الذي يحدد الهوية المناعية الخاصة بنوع الخلية.
• احتواء الخلايا السرطانية على نفس المركبات الخاصة بالصنف النسيجي الطبيعي HLA Histotypes مما يصعب على الجهاز المناعي في الجسم تشخيصها كخلايا غريبة ينبغي التخلص منها.
• امتلاك الخلايا السرطانية على الإنتيجينات الخلوية الخاصة بها Tumor Specific Antigenes والتي تنتج عن الطفرات الوراثية والتعبير الجيني المتغاير في السرطان بحيث لا يتمكن جهاز المناعة من التغلب عليها.
• إنتاج خلايا السرطان للمركبات المحبطة للتفاعل المناعي كالإنترلوكين 10
ومع كل هذا يلاحظ وجود خلايا الدفاع المناعي في الالتهاب حول الورم بغزارة تحت المجهر وخاصة في سرطانات القولون الطلائية. ومن أهم هذه الخلايا الدفاعية هي خلايا اللمف البيضاء النسيجية من نوع تي Lymphocytes-T والخلايا البالعة الكبيرة Macrophages وخلايا الدندرايت Dendritic Cells التي تحمل الإنتيجينات. تفرز خلايا التي الالتهابية السايتوكينات Cytokines التي تؤدي بدورها إلى تحفيز خلايا اللمف البيضاء في الدم من نوع بي B-lymphocytes المسؤولة عن تفعيل نشاط مناعي عام في الجسم. كما تلعب الخلايا الطبيعية القاتلة Natural Killer Cells NK cells والخلايا المناعية الأخرى في الدورة الدموية أدوارها في إزالة الخلايا السرطانية في المراحل الأولى للتسرطن. ويعتبر وجود خلايا تي اللمفية بكثرة في النسيج السرطاني دليلاً إيجابياً على المآل الجيد للحالة المرضية عند العلاج .Hoedemaeker 2003
تتأثر الخلايا السرطانية بالسايتوكينات التي يمكنها تحوير الرد المناعي للجسم ولهذا تسمى أحياناً محورات التفاعل الحيوي Biological Response Biomodifiers . ومن أهم هذه السايتوكينات هو عامل التحلل السرطاني Tumor TNF Necrotic Factor ومجموعة الإنترلوكينات Interlekines مثل الإنترلوكين 1 المسؤول عن ظهور الحمى عند الالتهاب والإنترلوكين Interleukine II 2 الذي يحفز التفاعل المناعي ضد السرطان بصورة تمكّن من استخدامه بعد تجميعه في المختبر كعلاج للتخلص من الخلايا السرطانية في الجسم مع أدوية أخرى غالباً .Wagener 2008
ويمكن للجهاز المناعي في بعض الأحيان أن يسبب الاضمحلال التلقائي للخلايا السرطانية بمفرده وخاصة المنتشرة منها كما يحدث في بعض أنواع سرطان الكلية وسرطانات الخلايا العصبية غير الناضجة Neuroblastoma وسرطانات الأغشية الجنينية Choriocarcinoma وحتى في بعض سرطانات صبغة الجلد .Melanoma
وتستخدم الإنتيجينات الخاصة بخلايا السرطان كمؤشرات نسيجية لتشخيصها وتصنيف أنواعها خاصة للسرطانات الواطئة التميز بعد صبغها بطرق مناعية كيمياوية في المختبر. كما تستخدم هذه الإنتيجينات السرطانية في العلاج المناعي المحدد بحيث تصنع الأجسام المضادة لها وتوجه ضدها لقتلها التحديد دون الخلايا الطبيعية.
وفي مقال قادم سوف نناقش طرق العلاج المناعي للسرطان.
يمكنك اضافة اي تحديثات للمقالة في التعليقات.
- الكاتبة: الدكتورة مي رمزي طلحة الأرناؤوط.