دراسة ترصد وجود ارتباط بين السكري وسرطان الثدي المتقدم

توصلت دراسة هولندية إلى وجود ارتباط بين الإصابة بمرض السكري وسرطان الثدي المتقدم.

ووجدت الدراسة أن النساء المصابات بداء السكري هن الأكثر عرضة لخطر تشخيص الإصابة بسرطان الثدي الأكثر عدوانية وصعوبةً في العلاج.

العلاقة بين السكري وسرطان الثدي المتقدم

السكري وسرطان الثدي المتقدم
دراسة ترصد وجود ارتباط بين السكري وسرطان الثدي المتقدم

قام الباحثون بفحص البيانات الخاصة بـ6267 امرأة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في الفترة 2002-2014.

وكان من ضمن المصابات بالورم 1567 مريضة مصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقد وجد الباحثون أن النساء المصابات بالسكري تم تشخيصهن بالأورام الأكثر تقدماً وعدوانية بنسبة 28%، مقارنةً بالنساء الغير المصابات بالسكري.

ولكن يبدو أن النساء المصابات بداء السكري المستجيب للأنسولين لم تختلف لديهن خصائص سرطان الثدي من حيث التقدم والعدوانية.

تقول كريستينا ديلي كونرايت الباحثة بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "هذه النتائج مهمة بالنسبة للمرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين قد يشعرون بالقلق حول إمكانية تأثير الأنسولين على خطر الإصابة بسرطان الثدي".

يرتبط النوع الثاني من السكري_وهو الشكل الأكثر شيوعًا_بالسمنة والشيخوخة، ويحدث عندما يعجز الجسم عن تحويل الجلوكوز إلى طاقة بواسطة الأنسولين.

وقد يؤدي عدم التعامل الصحيح مع المرض إلى مضاعفات عديدة، كالعمى والفشل الكلوي وتلف الأعصاب وبتر الأطراف.

ويمكن للكثير من مرضى السكري من النوع الثاني أن يتحكموا في شدة المرض من خلال الأدوية الخافضة لسكر الدم وتعديل نمط الحياة الخاص بهم ليكون صحيًا بشكل أكثر.

ولكن بعض هؤلاء المرضى يحتاجون أيضًا إلى حقن الأنسولين للمساعدة في تنظيم مستويات سكر الدم لديهم.

وقد ربطت بعض الأبحاث السابقة استخدام الأنسولين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المصابات بالنوع الثاني من داء السكري.

ولكن النتائج كانت مختلطة، وغالبًا ما كانت تفتقر إلى معلومات تفصيلية حول الأنواع الدقيقة من الأورام التي أصابت النساء.

بينما وجدت الدراسة الحالية أن النساء المصابات بداء السكري كُن أكثر عرضة للإصابة بأورام أكثر تقدمًا وانتشارًا، حيث انتشرت إلى مزيد من العقد الليمفاوية المحيطة بالثدي، وفقًا للبحث الذي نشر في Diabetes Care.

وقد شملت الدراسة 388 امرأة مصابة بالسكري وتستخدم الأنسولين: نصفهن استخدم الأنسولين لمدة لا تقل عن 3.4 سنوات.

ولم يجد الباحثون أي علاقة بين مدة استخدام الأنسولين وخصائص سرطان الثدي.

لم تصمم هذه الدراسة لإثبات ما إذا كان السكري أو الأنسولين قد يؤثران بشكل مباشر على خطر الإصابة بسرطان الثدي، أو قد يتسببان في جعل علاج الأورام أكثر صعوبة.

تقول ديلي كونرايت أن هذه النتائج تعد مفاجئة بسبب الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن المزيد من الأنسولين في الجسم قد يزيد من نمو الورم.

وأضافت: "ربما لم تجد هذه الدراسة أن الأنسولين يلعب دورًا في تطور سرطان الثدي بسبب حجم العينة الصغير".

"إن العلاقة بين مرض السكري ومخاطر الإصابة بالسرطان لم تُختبر من قبل، وبالتالي فنحن نحتاج إلى إجراء دراسات أكبر وأشمل".

يقول الدكتور تحسين شودري_استشاري السكري بمستشفى رويال لندن_: "يجب على المرضى أن يفهموا أن مرض السكري نفسه قد يشكل خطرًا للإصابة بالسرطان".

"يبدو أن المصابات بالسكري ليس لديهن خطرًا أعلى للإصابة بسرطان الثدي فحسب، بل هن أكثر عرضة للإصابة بأنواع خطيرة من سرطان الثدي".

وينصح مرضى السكري بضرورة الفحص المنتظم للثدي بالأشعة السينية، وطلب العناية الطبية فورًا عند ظهور ألم أو كتل في الثدي.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى