العلماء يتمكنون من تطوير تقنية دقيقة للغاية لتصوير الدماغ

هذه الصورة ليست صورة لشعاب مرجانية أو رسمة غير حقيقية للمخ البشري، ولكنها الصورة الأكثر تفصيلا في العالم للوصلات العصبية الداخلية في الدماغ والتي تم تصوريها باستخدام أقوى أجهزة الرنين المغناطيسي وذلك بواسطة العلماء في جامعة كارديف.

العلماء يتمكنون من تطوير تقنية دقيقة للغاية لتصوير الدماغ

 

ويأمل الأطباء أن يساعد هذا النوع الدقيق من التصوير على زيادة فهم مجموعة من الاضطرابات العصبية ويمكن استخدامها بدلا من أخذ الخزعات من نسيج المخ.

يقول المتطوع لفحص الدماغ بواسطة التقنية الدقيقة: "لقد تطوعت للمشروع - ليست المرة الأولى التي يتم فيها فحص دماغي.
ففي عام 2006، كان شرفا خاصا أن يتم إجراء المسح  على دماغي من قبل الراحل السير بيتر مانسفيلد، الحائز على جائزة نوبل لعمله على تطوير التصوير بالرنين المغناطيسي، واحدة من أهم الاختراقات في الطب.وقد
قام بفحص دماغي باستخدام ماسح ضوئي جديد من نوع تسلا 7 في جامعة نوتنغهام. وعندما نظرنا إلى الصور الواضحة والعالية الدقة، قال لي: "أنا فيزيائي، لذلك لا تسألني أن أقول لكم ما إذا كان هناك أي شيء غير طبيعي في عقلك - فكنت حينها في حاجة الى طبيب أعصاب لذلك".

"
كنت أول متطوع في البنك الحيوي في المملكة المتحدة لتصوير الدماغ والأجهزة الأخرى كجزء من أكبر مشروع مسح في العالم. ومؤخرا كنت أخضع لمسح الدماغ  ضوئيا أثناء لعب ألعاب الكمبيوتر، كجزء من البحث في آثار الحرمان من النوم على الإدراك.
لذا، فإن زيارتي لمركز أبحاث أبحاث الدماغ في جامعة كارديف لم تثير أي مخاوف لدي. وقد
استغرق المسح حوالي 45 دقيقة. وقد أخبرني طبيب الأعصاب المتواجد بجواري أن دماغي يبدو طبيعيا. وقد أظهر المسح الألياف في المادة البيضاء في الدماغ والتي تحمل مليارات من الإشارات الكهربائية.
وهذا المسح لا يظهر فقط اتجاه التيارات العصبية ولكن أيضا كثافة الوصلات العصبية في الدماغ."

وفي
متطوع آخر كان مصابا بمرض التصلب المتعدد، أجري له مسح على الدماغ .كان

الفحص التقليدي يظهر بوضوح  مناطق الضرر  في الدماغ في مرضى التصلب العصبي المتعدد.
ولكن هذا المسح المتقدم، والذي يبين كثافة الألياف العصبية، يمكن أن يساعد في شرح كيفية تأثير الأمراض على المسارات العصبية والتي يمكن أن تؤدي إلى معرفة مشاكل الحركة والتعب الشديد في مرضى التصلب المتعدد .

وقال البروفيسور ديريك جونز، مدير كوبريك:"إن الانتقال من الطرق التقليدية للطريقة الحديثة يشبه الانتقال من استخدام المناظير لاستخدام تلسكوب هابل.

وتعتبر الصور غير العادية التي حصلنا عليها في كارديف هي نتيجة المسح الضوئي  باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي بجهاز من نوع خاص – جهاز من 3 أجهزة موجودة في العالم. والماسح الضوئي نفسه ليس قويا بشكل خاص، ولكن قدرته على تغيير مجاله المغناطيسي بسرعة مع اختلاف وضع الدماغ يعني أنه يمكن للعلماء رسم الألياف- المحاور عصبية - بدقة.

ويتم استخدام المسح الضوئي لفحص العديد من الحالات العصبية بما في ذلك مرض التصلب العصبي المتعدد، والفصام، والخرف والصرع.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى