دراسة أمريكية: المتدينون أقل إصابة بالاكتئاب والقلق

المتدينون أقل إصابة بالاكتئاب والقلق، هكذا خلصت دراسة تحليلية أجرتها مؤسسة غالوب (Gallup) الأمريكية على المتدينين الأمريكيين. 

ما هي مؤسسة غالوب؟ وما هي تفاصيل هذه الدراسة؟ وهل هناك علاقة فعلًا بين المرض النفسي والتدين؟ 

هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.

ما هي مؤسسة غالوب؟

هي مؤسسة أمريكية شهيرة تتخذ من مدينة واشنطن العاصمة مقرًا لها، بالإضافة إلى امتلاكها أكثر من أربعين فرعًا آخر على مستوى العالم.

تختص هذه الشركة بإجراء التحليلات والاستشارات الإدارية واستطلاعات الرأي العامة، بالإضافة إلى البحوث الإحصائية. 

المتدينون أقل إصابة بالاكتئاب والقلق

هذا ما جاءت به نتائج الدراسة التي أجرتها المؤسسة في الفترة بين عامي 2009 و 2010، وعمدت فيها إلى استكشاف العلاقة بين التدين والصحة النفسية. 

تقول تحليلات هذه الدراسة أن الأشخاص الأمريكيين شديدي التدين أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب على مدار حياتهم، مقارنة بالأشخاص متوسطي التدين أو غير المتدينين. 

وتقول المؤسسة أن هذه النتيجة التي توضح العلاقة بين الاكتئاب والتدين في أمريكا تعتبر ذات دلالة إحصائية، لأنها استندت إلى إجراء أكثر من 550 ألف مقابلة.

وقد تم تحليل المقابلات طبقًا لمؤشر غالوب للصحة النفسية. 

النتائج الإحصائية للدراسة

تقريبًا، شخص واحد من بين كل ستة أشخاص بالغين في أمريكا ممن يصفون أنفسهم بالتدين الشديد (حوالي 15.6%)، تم تشخيصهم بالاكتئاب في فترة ما من حياتهم. 

حسب تحليل الدراسة، فهذه المجموعة (الأشخاص شديدو التدين) أقل عرضة بنسبة 24% للإصابة بالاكتئاب من فئة الأشخاص متوسطي التدين. وأقل بنسبة 17% للإصابة بالاكتئاب من فئة الأشخاص غير المتدينين.  

من المهم أن نذكر هنا أن غالوب كانت تسأل الأشخاص أثناء المقابلة عما إذا كانوا قد أصيبوا بالاكتئاب في أي فترة من حياتهم. وبالتالي لا تشير هذه النتائج -بالضرورة- إلى أن فعل التدين سيقلل أو سيقضي على الاكتئاب للأشخاص الذين يعانون منه في الوقت الحالي.

قد يُطرح هنا سؤال مهم للغاية..

ما هو تعريف التدين طبقًا لهذه الدراسة؟ 

يستند مؤشر التدين في هذه الدراسة الأمريكية إلى سؤال الأشخاص عن مدى أهمية الدين والذهاب إلى أماكن العبادة في حياتهم، وقد قُسِّم الأشخاص إلى ثلاث مجموعات:

  • شديدو التدين: الدين مهم جدًا في حياتهم اليومية، والذهاب إلى أماكن العبادة (المساجد أو الكنائس أو غير ذلك) يجب أن يحدث على الأقل مرة في الأسبوع، ويمثل هؤلاء نسبة 43.7% من عدد السكان البالغين.
  • غير المتدينين: لا يمثل الدين أهمية في حياتهم اليومية، ولا يذهبون إلى أماكن العبادة إلا نادرًا. يمثل هؤلاء نسبة 29.7 من السكان البالغين. 
  • متوسطو التدين: وهم المجموعة التي كانت إجاباتهم عن أسئلة التدين تقع بين إجابات المجموعتين السابقتين، وتمثل نسبة هذه الفئة 26.6 % من السكان البالغين.

شديدو التدين أقل عرضة للإصابة بالمشاعر السلبية في حياتهم اليومية عن غيرهم

المشاعر السلبية مثل: القلق والتوتر والحزن  الغضب وغيرها، كان شديدو التدين أقل إبلاغًا للإصابة بها في حياتهم اليومية عن نظرائهم غير المتدينين أو متوسطي التدين. 

تحليل نتائج الدراسة

أثبتت هذه الدراسة التحليلية التي تمت على شريحة عريضة من المجتمع الأمريكي، أن هناك علاقة قوية جدًا بين التدين والراحة النفسية. على الرغم من ذلك، لم تقدم الدراسة سببًا محددًا وراء ذلك. 

هناك عدة أسباب وتفسيرات محتملة لهذه النتيجة، من ضمنها:

أن المتدينين قد يكون لديهم قدر أكبر من الرضا والتقبل للمشكلات والمصائب التي يتعرضون لها، فيقلل ذلك من مشاعرهم السلبية في حياتهم.

بالإضافة إلى الهدوء النفسي والجرعات الإيمانية العالية التي يتمتعون بها عند أدائهم الصلوات والشعائر الدينية.

يشجع الدين أيضًا على الأعمال الخيرية والمشاركة المجتمعية، فيساعد الأشخاص على التحرر من فكرة التمركز حول الذات. وهو الأمر الذي يساعد -بلا شك- على التمتع بصحة نفسية أفضل.

 

المصدر
Very Religious Americans Report Less Depression, Worry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى