انتبه! الضوء الأزرق قد يدفع عينك لمهاجمة نفسها...إليك السبب

إن التعرض المفرط للأشعة ذات الضوء الأزرق ليس بالأمر الجيد بالنسبة لأعيننا، والذي قد يساهم في فقدان الرؤية بشكل بطيء على مدار العمر.

الضوء الأزرق
انتبه! الضوء الأزرق قد يدفع عينك لمهاجمة نفسها...إليك السبب

وقد استطاع علماء من جامعة توليدو في الولايات المتحدة تفسير ذلك التأثير السام على وجه الدقة، والذي قد يكون خبرًا جيدًا لأي شخص عرضة لمشاكل العين التنكسية، وذلك من خلال البحث الذي نشر في مجلة ناتشر – Nature.

وبالنسبة لبقيتنا، هناك الآن سبب إضافي للتفكير الجدي في الحد من تعرضنا الطويل للوهج الأزرق للشاشات بعد غروب الشمس.

يقول كبير الباحثين أجيت كاروناراتني: "ليس سرًا أن الضوء الأزرق يضر برؤيتنا من خلال إلحاق الضرر بشبكية العين".

"وتوضح أبحاثنا كيفية حدوث هذا، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى علاجات تبطئ التنكس البقعي، مثل نوع جديد من قطرة العين."

ما هو التنكس البقعي؟

ينطوي التنكس البقعي المرتبط بالعمر على الانهيار البطيء للخلايا المتواجدة تحت الأنسجة الحساسة للضوء داخل مقلة العين، مما يحول دون نقل المواد المغذية وإزالة النفايات.

وشيئًا فشيئًا، تموت شبكية العين، تاركة بقعة عمياء، تزداد مع مرور الوقت حتي تسرق من المصاب نظره في نهاية المطاف.

وتعد هذه الحالة مسؤولة عن نصف حالات ضعف البصر تقريبًا، لذا فإن معرفة المزيد عن العوامل المؤثرة يمكن أن يساعد الكثير من الأشخاص على المحافظة على بصرهم لبضع سنوات أخرى على الأقل.

ولطالما كان يعتقد أن الأطوال الموجية للضوء عند اللونين الأزرق والبنفسجي تؤدي إلى تفاقم التنكس البقعي.

لكن، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال قدرة الضوء الأزرق على التأثير على انتشار أمراض العيون المختلفة مطروحة للنقاش.

دراسة تأثير الضوء الأزرق على شبكية العين

ركز كاروناراتني وفريقه اهتمامهم على مادة كيميائية في شبكية العين تسمى ريتينال (Retinal)_من أشكال فيتامين أ الذي يتفاعل مع الضوء.

"أنت بحاجة إلى إمدادات مستمرة من الريتينال إذا كنت تريد أن ترى بشكل جيد"، كما يقول كاروناراتني.

"وبدون الريتينال _الذي يتم إنتاجه في العين_ فإن المستقبلات الضوئية ستكون عديمة الفائدة."

وعادة، فإن تحول الريتينال من صورة إلى أخرى يمكن عكسه.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذه العملية ليست مثالية، وفي بعض الأفراد يمكن أن تتراكم بعض أشكاله على حساب الأخرى.

وقد كان الباحثون على دراية بالتقارير التي تفيد بأن أحد أشكال الريتنال المتحول(ATR) _يمكن اعتباره سامًا عند وجوده بكميات كافية.

وقد ألقي باللوم على ميل ATR للتحول إلى ما يسمى بالليبوفيوسين (lipofuscin)، وهو جزيء لديه القدرة على تدمير الهياكل الخلوية.

لكن لم يضع أحد قطع اللغز معًا لوصف المسار المحتمل من تحول الريتنال لتلف الأنسجة.

وللدراسة، أضاف الباحثون الريتينال إلى مجموعة مختلفة من مزارع الخلايا وقاموا بتحليل النتائج التي تحدث عند تعريضه لأشعة ضوئية ذات أطوال موجية مختلفة.

وقد اتضح أن الليبوفيوسين قد لا يكون الجاني، أو على الأقل لم يكن التهديد الوحيد.

فعندما تم تعريض أشكال الريتنال المختلفة للأطوال الموجية الزرقاء، وجد الفريق أنها تسبب تشوه في جزيء في غشاء الخلية.

وقد تبع ذلك زيادة في الكالسيوم، مما غير شكل الخلية، والذي كان مسؤولًا في النهاية عن موتها.

ولم يعثر الباحثون على نفس التأثير عندما تعرضت شبكية العين لألوان أخرى من الضوء، أو حتى عندما يتم مزجه كالضوء الأبيض من لمبة الفلورسنت المنزلية.

ويبدو _من خلال الدراسة_ أن الأطوال الموجية الزرقاء تثير هذا الجزيء بطريقة سلبية.

هل يؤثر الضوء الأزرق على باقي الأنسجة؟

بشكل حاسم، لا يقتصر هذا الضرر على الخلايا المستقبلة للضوء.

فقد اختبر الفريق النتائج على عدد من الأنسجة_بما في ذلك خلايا القلب والخلايا العصبية والخلايا السرطانية_ووجدوا أنها يمكن أن تتأثر بهذه الطريقة.

وحيث أن الريتينال يمكن أن ينتقل عبر الجسم، فإنه يثير المخاوف حول مدى انتشار هذا التأثير السام.

لكن عادة ما يكون لدينا ترياق لهذا النوع من تلف الخلايا.، وهو أحد مشتقات فيتامين E_والذي يُدعى التوكوفيرول-ألفا alpha-tocopherol.

ولسوء الحظ_مع تقدمنا ​​في العمر_نكافح للحصول على هذه المادة الكيميائية في الخلايا حيث تكون هناك حاجة إليها أكثر من غيرها.

وليس من الواضح ما إذا كانت العلاجات التي ترفع مستويات فيتامين E يمكن أن تلعب دوراً في الحد من مخاطر أمراض العيون، لكن المزيد من الأبحاث قد تساعد في تحديد الروابط المفيدة.

لكن حتى الان، هناك سبب إضافي للاهتمام بإيقاف تشغيل الهاتف الذكي أو العثور على طريقة لإخفاء الألوان الباردة على شاشاتنا.

لا يمكننا تجنب الضوء الأزرق، وخاصة خلال النهار. وربما لن ترغب في ذلك، فهو مهم لساعة الجسم الداخلية.

ولكن مع تزايد سطوع ليالينا بتقنية الإضاءة بالليد LED، فإننا أيضًا نعرض أنفسنا للمزيد من الضوء الأزرق أكثر من أي وقت مضى، مما يربك إيقاعاتنا اليومية ويسرق منا الكثير من النوم.

وهذا لا يعني أن إضاءة الليد هي أمر سيء، لكن هناك بعض التأثيرات الهامة التي قد نرغب في الالتفات إليها.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى