باحثون يتمكنون من القضاء على الطفرات الجينية باستخدام تقنية كريسبر

قد تؤدي الطفرات الجينية للحمض النووي إلى تطور أو تفاقم العديد من الأمراض الخطيرة والمهددة لحياة الأفراد، فقد تؤدي الطفرات الجينية النقطية (point mutations) إلى تحول خلايا الجسم السليمة إلى خلايا سرطانية والتي تكون نواة لنشأة الورم، أو تحوّل بكتريا حساسة للمضادات الحيوية إلى بكتريا مقاومة لها.

لكن ماذا لو تمكننا من إزالة الخلايا التي تظهر بها تلك الطفرات الضارة مباشرة قبل أن تظهر أي من أعراض المرض؟

باحثون يتمكنون من القضاء على الطفرات الجينية باستخدام تقنية كريسبر

أفاد فريق بحثي في معهد ويسس للهندسة البيولوجية في جامعة هارفارد _في بحثهم الذي نشر في مجلة (PNAS)_ أنهم قد أنجزوا الخطوة الأولى نحو هذا الهدف عن طريق تحويل نظام هندسة الجينوم - كريسبر (CRISPR / Cas9) إلى أداة لمراقبة الجينوم، فقد طور الباحثون _بقيادة جيمس كولينز وجورج تشارش_ طريقة لوقاية الجسم من الطفرات، عن طريق تطوير تقنية كريسبر للتميز بين الجينات السليمة والطفرات الضارة.

وقد أثبت الباحثون قدرة هذه التقنية على النجاح في تجاربهم على سلالات من البكتريا الإشريكية القولونية (E. coli)، سواء البكتريا التي زرعت مختبريا أو تلك المتواجدة في الجهاز الهضمي لفئران التجارب، حيث تمكنوا من القضاء على بعض السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.

وتستخدم تقنية كريسبر تسلسلا من الحمض النووي الريبوزومي كدليل لتوجيه إنزيم Cas9 إلى التسلسل الجينومي المستهدف، حيث يعمل كمقص بيولوجي لقطع الجزء الضار.

يقول جيمس كولينز: "نحن الآن قادرون على منع الطفرات كثيرة الحدوث والتي تمنح البكتريا قدرة على مقاومة المضادات الحيوية، ولكننا حتى الآن مازلنا نبحث في إمكانية الحصول على نفس النتيجة مع الطفرات الوراثية الأخرى".

يقول تشارش: "من خلال التركيز على ميزات الحمض النووي الريبوزومي الدليل، فإن نضفي على التقنية مزيدًا من الخصوصية، والقدرة على الوصول بدقة للطفرات الجينية غير المرغوب فيها"

"إن طريقتنا تفتح بابًا جديدًا تمامًا للوقاية من الأمراض في المستقبل".

وإلى جانب إمكانية استخدام هذه التقنية للوقاية من الأمراض في المستقبل، يعتقد الباحثون أن نظام الوقاية من الطفرات يمكن أن يستخدم لمساعدة صناعة التكنولوجيا الحيوية في حماية المزارع البكتيرية _التي تستخدم في صناعة العديد من البروتينات كتلك المستخدمة في صناعة اللقاحات والهرمونات_  من تطور بعض الطفرات التي تجعلها غير منتجة، كذلك يمكن استخدامها لدارسة تطور الميكروبات.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى