فيروس نادر شديد الخطورة يتفشى في الهند

لقى ما لا يقل عن تسعة أشخاص في جنوب الهند مصرعهم؛ نتيجة تفشى فيروس نيباه (Nipah virus) القاتل والنادر للغاية، وفقا لما ذكره تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي.

فيروس نادر شديد الخطورة يتفشى في الهند

يعد فيروس نيباه (Nipah virus)  أحد الفيروسات الفتاكة حديثة النشأة، ولم يكتشف العلماء عنه سوى قدرته على الانتقال من الخفافيش إلى الأجناس الأخرى _بما في ذلك البشر_ خلال العشرين عامًا الماضية.

حاليًا، لا يوجد علاج يمكننا من شفاء
المرض، كما أنه يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر. وقد أدى إلى وفاة ما بين 40٪ و 75٪ من المصابين بالفيروس في معظم حالات تفشي المرض.

وتشير الإحصائيات الحالية إلى أن فيروس نيباه (Nipah virus) لديه القدرة على التسبب في وباء مميت، وهذا هو السبب في أن منظمة الصحة العالمية تدرج الفيروس كأولوية بحثية عاجلة، جنبا إلى جنب مع أمراض مثل الإيبولا والسارس.

ومن بين الأشخاص التسعة الذين لقوا حتفهم حتى الآن في مدينة كوزيكود في ولاية كيرالا في الهند، تم تأكيد ثلاث حالات إصابة بفيروس نيباه (Nipah virus). ولا تزال نتائج الاختبارات الستة الأخرى قيد الاختبار، وتم نقل 25 شخصا على الأقل إلى المستشفيات نتيجة اشتباه إصابتهم بالفيروس.

وقد ظهرت فيروس نيباه (Nipah virus) لأول مرة في ماليزيا في عام 1998، عندما أصيب 265 شخصًا بمرض غريب تسبب في التهاب أو عدوى الدماغ، بعد اتصالهم بالخنازير أو بعض المرضى المصابين. وقد أدى إلى وفاة 105 شخص، حيث بلغ معدل الوفيات حوالي 40 في المائة.

ومنذ ذلك الحين، كان هناك عدد من حالات التفشي الأصغر في الهند وبنغلادش، حيث بلغ عدد الإصابات نحو 280 إصابة و 211 حالة وفاة _بمعدل وفاة بلغ 75 بالمائة.

وقد قتلت السلطات أكثر من مليون خنزير في محاولة لوقف انتشار المرض، عندما انتقل الفيروس لأول مرة من الخنازير إلى البشر.

ومنذ ذلك الحين، قام الباحثون بتحديد العديد من أنواع خفافيش الفاكهة كعائل طبيعي للفيروس. وقد تم إصابة البشر _في بعض الحالات_  بعد تناول بعض أنواع الفاكهة الملوثة بفضلات الخفافيش.

وقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه في أحدث تفشي للمرض، تم العثور على ثمار المانجو التي لوثتها الخفافيش نتيجة عضها في منزل يعيش فيه ثلاثة من المرضى المتوفين.

وتختلف أعراض فيروس نيباه (Nipah virus) اعتمادًا على كيفية تفشيه. فقد عانى العديد من المرضى أولاً من الحمى والصداع، تبعهما النعاس والارتباك.

كما أظهر بعض المرضى أعراض تشبه أعراض الانفلونزا أثناء الإصابة. وفي حالات أخرى، تطورت الأعراض إلى الغيبوبة خلال يوم أو يومين.

ويمكن للأشخاص الذين نجوا من العدوى الأولية أن يعانوا من مشاكل صحية دائمة، بما في ذلك تغيرات الشخصية والتشنجات المستمرة. وفي بعض الحالات، قد يعاد تنشيط الفيروس في المرضى بعد مرور أشهر أو سنوات على التعرض الأول، مما يتسبب في ظهور أعراض المرض مرة أخرى وبعض حالات الوفاة.

ويمكن أن يؤدي الاتصال المباشر بالحيوانات أو الأشخاص المريضة إلى انتشار المرض. وفي أحدث تفشي للمرض، كان هناك ممرضة واحدة على الأقل من المتوفين، ممن كانوا على اتصال مباشر مع المرضى أثناء علاجهم.

وقد أشارت أحد الدراسات أن يمكن لفيروس نيباه الانتقال عن طريق لعاب المرضى المصابين.

إلا انه وفي الوقت الراهن، فإن الأولوية الرئيسية للهيئات الصحية تكمن في تحديد حالات الإصابة المتبقية بفيروس نيباه (Nipah virus) لضمان توقف انتشار المرض.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى