تقنية جديدة تعطي بادرة أمل لمرضى القنوات الصفراوية
تمكن علماء من جامعة كامبريدج من تطوير طريقة جديدة لتخليق قنوات صفراوية صناعية ، والتي يمكن استخدامها مستقبلا للمساعدة في علاج أمراض الكبد لدى الأطفال، مما يقلل من الحاجة إلى زرع الكبد.
ففي الأبحاث التي نشرت في مجلة Nature Medicine ، استطاع الباحثون تخليق قنوات مرارية ثلاثية الأبعاد، والتي تم زراعتها في فئران التجارب لتعمل بشكل طبيعي كالقنوات المرارية الطبيعية.
وتعمل القناة الصفراوية على نقل العصارة الصفراوية، والتي يفرزها الكبد لمساعدتنا على هضم الطعام. وفي حالة حدوث خلل في عمل هذه القنوات _ على سبيل المثال رتق القناة الصفراوية في مرحلة الطفولة (انسداد القنوات المرارية) _ يمكن أن يؤدي إلى تلف خلايا الكبد.
وتشير الدراسة إلى أنه سيكون من الممكن تخليق وزرع القنوات الصفراوية الاصطناعية في البشر باستخدام تقنية تمزج بين زرع الخلايا وتكنولوجيا هندسة الأنسجة. وهذه التقنية تفتح الأمل لعلاج العديد من أمراض القناة الصفراوية_ في الوقت الحاضر الخيار الوحيد لعلاجها هو زرع الكبد.
وقد قام فريق البحث بجامعة كامبريدج بقيادة البروفسور لودوفيك فالير والدكتور فوتيوس سامبازيوتيس من معهد الخلايا الجذعية في كامبريدج في والدكتور كورش سايب-بارسي من قسم الجراحة، باستخراج الخلايا السليمة من القنوات الصفراوية، وتخليقها على شكل أنابيب ثلاثية الأبعاد سماها الباحثون العضيات الشبيهة بالقنوات الصفراوية والتي تم زراعتها في الفئران، للتشكل هذه العضيات فيما بعد في صورة قنوات معقدة تشبه القنوات الصفراوية الطبيعية.
ثم قام الباحثون بالتعاون مع السيد أليكس جوستين والدكتورة أثينا ماركاكي من قسم هندسة الأنسجة بالتحقيق فيما إذا كان من الممكن زراعة هذه العضيات الصفراوية على نسيج من الكولاجين خارج الجسم لتكوين قنوات صفراوية على شكل أنابيب يمكن استخدامها مباشرة لإصلاح القنوات الصفراوية التالفة داخل الجسم. وبعد أربعة أسابيع من التجربة، كانت الخلايا نمت على نسيج الكولاجين إلى أنابيب اصطناعية ذات ملامح رئيسية مشابه للقنوات الصفراوية الطبيعية، ثم استخدمت هذه القنوات الاصطناعية لتحل محل القنوات الصفراوية التالفة في الفئران. وكانت عمليات زرع القناة الاصطناعية ناجحة دون أي مضاعفات على الفئران.
يقول البروفيسور فالير: "إن عملنا سيحدث طفرة في مجال علاج اضطرابات القناة الصفراوية. ففي الوقت الراهن، لدينا خيار وحيد وهو زراعة الكبد، لذلك فنجاح العمليات يعتمد على توافر الكبد للزراعة.ولكن في المستقبل، نحن نعتقد أنه سيكون من الممكن تخليق كميات كبيرة من الأنسجة الحيوية التي يمكن أن تحل محل القنوات الصفراوية المريضة وتوفير خيارا علاجيا جديدا قويا دون الاعتماد على زراعة الأعضاء ".
ويضيف الدكتور سامبازيوتيس: "هذا البحث يدل على قوة هندسة الأنسجة والطب التجديدي، فهذه القنوات الصفراوية الاصطناعية لن تكون مفيدة فقط للزارعة ولكن يمكن أيضا أن تستخدم لمحاكاة أمراض أخرى من أمراض القناة الصفراوية، وربما تطوير واختبار علاجات جديدة عليها دون الحاجة لاجراء التجارب على البشر".