الأسيتامينوفين قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مرضى السكري

يعد الأسيتامينوفين (البارسيتامول) واحدًا من أكثر مسكنات الألم انتشارًا نظرًا لكونه الأكثر أمانًا، إلا أن دراسة حديثة ربطت استخدامه بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مرضى السكري.

خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مرضى السكري
الأسيتامينوفين قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مرضى السكري

على مدى 60 عامًا من الاستخدام الواسع النطاق، أصبح الأسيتامينوفين أحد الأدوية الطبية الأكثر شيوعًا، والتي تستخدم دون وصفة طبية.

ومع ذلك، فهو يعد أيضًا أحد الأدوية الأكثر شيوعًا والتي تستخدم بجرعات زائدة_السبب الأكثر شيوعًا لفشل الكبد الناجم عن الأدوية.

ومن المثير للدهشة أننا وصلنا الآن فقط لفهم كيفية عمل عقار الأسيتامينوفين، وأظهرت الأبحاث الحديثة أننا قد نحتاج إلى بناء فهم أفضل لضرورة توخي الحذر عند استخدام عقار الاسيتامينوفين، خاصة عندما يتعلق الأمر بتجنب بعض المخاطر المرتبطة باستخدامه.

وتشير الأبحاث السابقة إلى أن هذه المخاطر يمكن أن تتراوح بين:

  • زيادة حدوث الربو
  • التفاعلات مع الأدوية الأخرى
  • خطر ظهور مشاكل صحية أخرى (مثل تسمم الكلى أو كسور العظام أو سرطانات الدم).

ومن الأسباب الأخرى التي تدعو لدراسة تأثير الأدوية بعناية أكبر هو أن أجسامنا قد تتفاعل مع هذه العلاجات بشكل مختلف مع تقدمنا ​​في العمر.

يتعرض كبار السن للتغيرات الجسدية مع تقدمهم في العمر، بما في ذلك انخفاض الكتلة العضلية، وزيادة الأنسجة الدهنية، وتغير تكوين الجسم مع انخفاض السوائل في أجهزة الجسم.

كما قد يعاني كبار السن أيضًا من أمراض مزمنة متعددة، والتي عادة ما يستخدمون لعلاجها عدة أدوية مختلفة.

وتؤثر هذه المشكلات على العديد من وظائف الجسم، والتي قد تزيد من خطر حدوث رد فعل غير مرغوب فيه للأدوية.

لكل هذه الأسباب، قرر فريق من الباحثين دراسة سلامة عقار الأسيتامينوفين في المسنين.

وقد هدف الباحثين لاستكشاف أي صلة بين استخدام الأسيتامينوفين من ناحية والوفاة والأمراض القلبية الكبرى مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية من ناحية أخرى_ لدى مجموعة كبيرة من كبار السن الذين يعيشون في دور رعاية للمسنين في جنوب غرب فرنسا.

الأسيتامينوفين وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مرضى السكري

استخدم الباحثون معلومات دراسة سابقة_اعتمدت على استبيانين مختلفين تم إكمالهما عبر الإنترنت بواسطة العاملين في دار رعاية المسنين.

حيث نظر الباحثون في معدل الوفيات والنوبات القلبية والسكتات الدماغية التي حدثت خلال فترة الدراسة التي استمرت 18 شهرًا.

ومن بين 5429 مشاركاً في الدراسة، لم يتناول 3190 عقار الأسيتامينوفين، في حين استخدمه 2239 مسنًا.

وقد تراوحت أعمار المشاركين حول 86 سنة، منهم 74% من النساء.

وذكر الباحثون_في نتائجهم التي نشرت في مجلة جمعية أمراض الشيخوخة الأمريكية_أن الأسيتامينوفين لم يؤثر على عدد النوبات القلبية التي تعرض لها المشاركون. كما لم يكن هناك زيادة في عدد الوفيات الإجمالية.

ووجد الباحثون أن نسبة المشاركين الذين أصيبوا بالسكتات الدماغية كان متقاربًا بين المجموعتين.

فقد بلغ حوالي 5% من الأشخاص الذين تناولوا الأسيتامينوفين و4% في أولئك الذين لم يتناولوا الأسيتامينوفين.

ومع ذلك، ارتفع خطر الإصابة بشكل أوضح قليلًا في المشاركين الذين يعانون من مرض السكري، الذين استخدموا عقار الاسيتامينوفين.

وقد خلص الباحثون إلى أن الأسيتامينوفين هو الخيار الأول الآمن في علاج الألم بالنسبة لمعظم كبار السن ولكن ينبغي استخدامه بحذر أكبر في كبار السن المصابين بالسكري.

يقول مؤلف الدراسة_ فيليب جيرارد: "قد يكون لأي دواء يستخدمه المرضى بعض الآثار الجانبية الضارة غير المعروفة لهم، حتى تلك التي تستخدم دون وصفة طبية".

"من الأفضل دائمًا التحقق من طبيبك قبل تناول أي دواء جديد، والتأكد من تناول الجرعة المناسبة لك".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى