دراسة: انخفاض وزن الأطفال الذكور عند الولادة يجعلهم أكثر عرضة لتراجع الخصوبة بعد البلوغ

وجدت دراسة حديثة أن الأطفال الذكور الذين يولدون بأوزان منخفضة ربما يُعانون من تراجع مستويات الخصوبة بعد البلوغ.

حيث أظهرت النتائج أن هؤلاء الرجال لا يُنجبون أطفالًا بسهولة، وأنهم يكافحون من أجل تحسين خصوبتهم وزيادة قدرتهم على الإنجاب.

بينما لم يُلاحظ الباحثون وجود علاقة بين الوزن عند الولادة والخصوبة في الفتيات؛ ولم تتأثر خصوبتهن حتى عند انخفاض الوزن.

الأطفال الذكور
دراسة: انخفاض وزن الأطفال الذكور عند الولادة يجعلهم أكثر عرضة لتراجع الخصوبة بعد البلوغ

شملت الدراسة_التي قادها باحثو جامعة آرهوس-الدنمارك_تحليلًا دقيقًا للبيانات الخاصة بـ5594 رجلًا و5342 امرأة ممن ولدوا في الفترة بين عامي 1984-1987.

وقد تم التحقق من بياناتهم مرة أخرى في عام 2017؛ أي عندما كانت أعمارهم 32 عامًا في المتوسط.

وقد وجد الباحثون أن 55% من الذكور الذين كانت أوزانهم عند الولادة أقل من 3 كيلوجرامات قد عانوا من مشاكل تأخر الإنجاب في وقت لاحق من حياتهم.

بينما لم يؤثر الوزن عند الولادة في الإناث على الخصوبة أو القدرة الإنجابية على الإطلاق.

تقول الباحثة آن ثورستد_من جامعة آرهوس: "إن انخفاض وزن الأجنة الذكور ربما يُعيق البيئة المناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية بداخل الخصيتين".

"حيث قد يتراجع نشاط الخلايا الجنسية ولا تتمكن من تحقيق الانقسامات المطلوبة، وهو ما يؤثر حتمًا على قدرة الرجل الإنجابية".

وتضيف" :يمكننا التنبؤ بوزن الجنين من خلال عدة وسائل، أهمها التصوير التليفزيوني بداخل الرحم أو متابعة الزيادة في وزن الأم".

"ولكن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على خصوبة الجنين؛ أهمها تدخين الأم أو تعاطي الكحوليات، أو سوء التغذية".

ويؤكد الباحثون في دراستهم_التي نُشرت في مجلة Human Reproduction_أنهم يسعون إلى تشخيص المشاكل الصحية التي قد تُصيب الجنين، وذلك لأن أثرها يتضح بشدة عند التقدم بالسن.

وقد أشارت مجموعة من الدراسات السابقة إلى وجود صلة بين تراجع نمو الجنين بداخل الرحم وبين جعله أكثر عرضة للمشاكل الجنسية والتناسلية.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بتلك المشاكل بمقدار 2-3 مرات أكثر، عند مقارنتهم بالإناث تحت نفس الظروف.

فالجهاز التناسلي الذكري للجنين أكثر عرضة لحدوث التشوهات أثناء تكون الأوعية الدموية، أو تشوهات مجرى البول، أو عدم نزول الخصيتين من داخل تجويف البطن إلى كيس الصفن، أو نزولهما في مكان خاطئ.

تقول ثورستد: "ينبغي تفعيل التقنيات المُساعدة على التشخيص المبكر لكافة المشاكل الجنينية، والعمل على إصلاحها_إن أمكن_قبل أن تتم الولادة".

"فالأجنة الذكور ربما يفقدون قدرتهم الإنجابية عندما يُصبحون رجالًا بالغين، وذلك بسبب مشكلة كان يُمكن إصلاحها عند ولادتهم".

وقد قام الباحثون خلال الدراسة بمراعاة جميع العوامل الأخرى التي قد تؤثر على وزن الطفل؛ مثل عمر الأم ومؤشر كتلة الجسم، والتدخين، ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية.

كما أكدوا أنهم مستمرون في أبحاثهم، وسوف يحاولون متابعة الحالة الإنجابية لنفس المشاركين في الدراسة مرة أخرى بحلول عام 2027.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى