دراسة تحذر من انتشار الجين المقاوم للمضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم

وتتوالى الرسائل التحذيرية في صورة إحصائيات ودراسات دولية، ولعل آخرها ما نشر في دورية Nature Communications العلمية، حيث أشارت دراسة أجريت مؤخرًا أن الجين المساعد للبكتريا على مقاومة المضادات الحيوية قد وصل الآن إلى المستشفيات في جميع أنحاء العالم.

دراسة تحذر من انتشار الجين المقاوم للمضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم

وتشير الدراسة _التي أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة بالتعاون مع باحثين من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة_ أن الجين الذي يُدعى mcr-1، والذي يساعد البكتيريا على مقاومة الكولستين، وهو أحد المضادات الحيوية التي تعتبر الملاذ الأخير لمواجهة البكتريا قد انتشر في ربوع العالم.

وقد استطاعت الدراسة أيضا تحديد منشأ هذا الجين المقاوم للمضادات الحيوية، وتحديدًا في مزارع الخنازير في الصين. وتضاف تلك الدراسة إلى سلسلة من الدراسات السابقة التي أشارت لذلك؛ حيث كان الخبراء يعتقدون أن الجين قد نشا في مزارع الخنازير الصينية، بسبب استخدامها المكثف للكوليستين على الحيوانات. كما حددت الدراسة توقيت بداية انتشار هذا الجين في عام 2005.

يقول الباحث الرئيسي فرانسوا بالوو من كلية لندن الجامعية: "لقد مثلت لنا السرعة التي ينتشر بها الجين mcr-1 عالمياً صدمة كبيرة".

ومن خلال تحديد تسلسل الجينوم لحوالي 110 من السلالات البكتيرية ومقارنتها بالبيانات الجينومية الموجودة لدى مجموعة البحث _والمأخوذة من عينات من البشر وحيوانات المزارع المنتشرة عبر القارات الخمس_ تمكنوا من تحديد مجموعة كبيرة من متواليات الجينوم الإيجابية لجين mcr-1 (أي تحوي الجين المقاوم للأدوية).

تقول إحدى الباحثات في الدراسة لوسي فان دورب من جامعة كاليفورنيا:
"من خلال فك الشفرة الوراثية لهذه البكتيريا، وجدنا أنه من الممكن التنبؤ ليس فقط "كيف" و "أين" ولكن أيضا "متى" بدأ الجين mcr-1 بالانتشار".

"وهذا أمر مهم للغاية حيث أن وجود الجين mcr-1 في جميع أنحاء العالم في العديد من سلالات البكتيريا، كل ذلك في غضون عقد واحد فقط يسلط الضوء على السهولة والسرعة التي يمكن بها انتشار هذه الجينات المقاومة."

وكما يقول الباحثون، فالآن تمكنا من تتبع كيفية انتشار الجين mcr-1، ولكن يجب علينا أن نستعد بشكل أفضل لظهور الجين التالي المقاوم للمضادات (AMG)، والذي يتطلب جهدًا عالميًا ومزيد من التعاون بين الدول.

ويستخدم الكوليستين فقط كمضاد حيوي في الملاذ الأخير للعدوى مثل الإشريكية القولونية (E. coli)، لكن انتشار  الجين mcr-1 يجعله غير فعال.

ويمكن لهذه الجينات المقاومة للأدوية القفز بين أنواع مختلفة البكتيريا، مما يجعل من الصعب جداً إيقافها.

ومع استمرار المستشفيات في النضال ضد ارتفاع معدلات البكتريا المقاومة، يحذر الخبراء من أن الوضع سيزداد تدريجيًا ، حيث يسعى العلماء إلى البحث عن طرق لتحسين الأدوية الحالية لمواجهة هذا التحدي.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى