دراسة: تدخين عدد قليل من السجائر يوميًا يوازي ضرر تدخين عبوتين كاملتين!

كشفت دراسة حديثة أن تدخين عدد قليل من السجائر يوميًا يُلحق الضرر بالرئتين تمامًا مثلما يفعله تدخين عبوتين كاملتين منها.

وقد أكد الأطباء الذين قاموا بالدراسة_من جامعة كولومبيا_أن ما يعتقده الناس "تدخين بسيط" هو في الحقيقة أشد خطورة مما نتوقع.

تدخين عدد قليل من السجائر يوميًا
دراسة: تدخين عدد قليل من السجائر يوميًا يوازي ضرر تدخين عبوتين كاملتين!

قام الباحثون باختبار وظائف الرئتين لدى 25000 متطوع من المدخنين الحاليين والمقلعين عن التدخين، وأيضًا ممن لم يُدخنوا أبدًا.

وقد أظهرت النتائج أن سعة الرئة لدى المدخنين الشرهين_أكثر من 30 سيجارة يوميُا_انخفضت بمعدل 11.24 مليلتر/السنة مقارنةً بغير المدخنين.

في المقابل، كان معدل التراجع حوالي 7.65 مليلتر سنويًا بين من يُدخنون عددًا أقل من السجائر_أقل من 5 سجائر يوميًا.

ووفقًا لتصريحات الخبراء، فإن المُدخنين لعدد قليل يوميًا من السجائر يفقدون قدرة الرئة في عام واحد بمقدار ما يفقده المدخنين الشرهين في 9 أشهر.

وتُعرف سعة_أو قدرة_الرئة بأنها مقياس لكمية الهواء التي يمكن للشخص أن يتعامل معها خلال الشهيق والزفير؛ وهي تتراجع بشكل طبيعي مع تقدم العمر.

تقول الدكتورة إليزابيث أولسنر_المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن تدخين بعض السجائر يوميًا يعد أكثر خطورة مما يعتقده الكثير من الناس".

"لقد وجدنا أن الفرق في تلف وظائف الرئة بين شخص يدخن 5 سجائر يوميًا_مقابل آخر يدخن عبوتين_هو فرق صغير نسبيا".

"يجب تشجيع الجميع بشدة على الإقلاع عن التدخين، بغض النظر عن عدد السجائر التي يشعلونها يوميًا."

لقد أثبتت النتائج أيضًا أن تراجع وظيفة الرئة الناجم عن التدخين لا يعود إلى طبيعته خلال بضع سنوات من التخلي عن هذه العادة المميتة.

ويرى الباحثون أن قدرة الرئة تظل آخذة في الانخفاض بمقدار 1.57 مليلتر سنويًا لدى الأشخاص الذين توقفوا بالفعل عن التدخين.

ويتوقعون أن تلك القيمة لا تعود إلى الصفر إلا بعد 30 عامًا على الأقل منذ آخر سيجارة قاموا بتدخينها.

تقول أولسنر: "هناك تغيرات تشريحية في الرئة تستمر لسنوات بعد التوقف عن التدخين، كما تستمر التغيرات على المستوى الخلوي أيضًا".

شارك في هذه الدراسة مجموعة كبيرة من الخبراء من مختلف المؤسسات الطبية، وتم نشرها في مجلة The Lancet Respiratory Medicine.

وفي تحذير منفصل، أكد الأطباء أن تدخين عدد قليل من السجائر ربما يحمل خطرًا خفيًا لا يستطيع الشخص إدراكه بسهولة.

فمن المعروف أن مدخني السجائر المنتظمين معرضون لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

كما أن التدخين هو أكبر سبب_يمكن تجنبه_مؤدي للسرطان، وتنتج المواد الكيميائية الناتجة عنه مالا يقل عن 15 نوعًا من الأمراض.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى