دراسة صادمة: عوادم الكربون المُلوثة للهواء تنتقل إلى المشيمة وتؤذي الأجنة بداخل الرحم!

أكد مجموعة من الباحثين البلجيكيين_من خلال دراسة جديدة_أن الأطفال يتعرضون للتلوث البيئي حتى قبل أن يولدوا؛ فقد وجدوا على أجزاء من عوادم الكربون المُلوثة للهواء مدفونة بداخل الأنسجة المشيمية المسؤولة عن تغذية وحماية الجنين.

عوادم الكربون المُلوثة للهواء
دراسة صادمة: عوادم الكربون المُلوثة للهواء تنتقل إلى المشيمة وتؤذي الأجنة بداخل الرحم!

وقد صرح الباحثون بأنهم عثروا على جزيئات من الكربون الأسود في المشيمة الخاصة بـ5 أطفال وُلدوا قبل استكمال مدة الحمل.

بينما عثروا على نفس الجزيئات في المشيمة الخاصة بـ23 طفلًا استوفوا مدة الحمل كاملة، ولاحظوا أن تركيز جزيئات الكربون قد ازداد في الأمهات اللواتي تعيش في بيئات شديدة التلوث.

وتُعد المشيمة ذات أهمية بالغة للجنين النامي بداخل الراحم؛ فهي تزوده بالمغذيات والأكسجين وتعمل كوسيلة للتخلص من نفاياته.

ولكن العثور على الكربون الأسود بداخل الأنسجة العميقة للمشيمة يُمثل دليلًا قاطعًا على أنها تمر إلى الجنين.

ولعل ذلك يٌفسر لماذا يُعاني الأطفال حديثي الولادة من الربو وانخفاض الوزن عندما تتعرض أمهاتهم للتلوث البيئي أثناء فترة الحمل.

وأكد الباحثون في نتائجهم_التي نُشرت في مجلة Nature Communications_أن الجسيمات الكربونية قد تحمل جذورًا حرة شديدة الضرر على الجنين.

وأوضحوا أن الجذور الحرة تٌسبب تلف الخلايا الجنينية، كما قد تؤدي إلى تشوهات الميتوكوندريا والحمض النووي الخاصة بتلك الخلايا.

يقول الأستاذ تيم نوروت_من جامعة هاسيلت-بلجيكا: "لقد توصلنا إلى أن الأجنة شديدو الحساسية لمخاطر تلوث الهواء بشكل لا يُصدق!".

"فالجهاز المناعي والرئتين لديهم لا يزال في طور التكوين، ولا يمكنه الدفاع عن الجسد النامي ضد الجزيئات الكربونية شديدة الضرر".

"لقد أظهرت نتائجنا أن هذه الجزيئات يٌمكنها العبور إلى الجنين من خلال الحاجز المشيمي".

يتم إطلاق أطنان متعددة من جزيئات الكربون الأسود في الهواء يوميًا، نتيجة لاحتراق الوقود الحفري_كمشتقات البترول والفحم.

لقد وجد العلماء أن الأمهات اللواتي تستنشق الهواء الملوث تزداد لديهن معدلات التعرض للكربون الأسود بمقدار 4 أضعاف.

وقد أكد أندرو شينان_أستاذ طب التوليد بجامعة كينجز كوليدج-لندن_أن تلك الأثار السلبية لا تنتج فقط عن العوادم الكربونية، وإنما يُمكن للتدخين أن يُحدث آثارًا مماثلة.

ويقول: "ينبغي علينا الاهتمام والحذر من أي شئ يضر ببنية وسلامة المشيمة، فهي الدرع الواقي ومصدر الغذاء للجنين بداخل الرحم".

وقد أكد شينان أن الضرر لا يلحق فقط بالطفل، وإنما بالأم أيضًا.

"لقد وجدنا أن الأمهات المعرضات لتلوث الهواء يزداد لديهن خطر الإصابة بنوبات ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل".

وقد وجه العديد من الباحثين دعوات متعددة إلى الحكومات بشأن اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تلوث الهواء، والذي وصفوه بـ"القاتل".

كما أكدوا على ضرورة التوجه إلى مصادر الطاقة النظيفة_كالكهرباء والطاقة الشمسية_خاصةً بعد تفاقم الأوضاع المناخية المُهددة لسلامة الحياة على الأرض.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى