علاج للذئبة الحمراء يُظهر نتائج إيجابية خلال المرحلة الثالثة من التجارب


أشار بحث جديد إلى أن عقار بليموماب (belimumab)_والذي يتألف من أجسام مضادة أُحادية النسيلة تستهدف إحدى مكونات الجهاز المناعي للجسم_ يمكنه أن يقدم فوائد كبيرة للمرضى الذين يعانون من مرض الذئبة الحمراء (SLE).

علاج للذئبة الحمراء يُظهر نتائج إيجابية خلال المرحلة الثالثة من التجارب

تُعد نتائج ذلك البحث _الذي نشر في مجلة Arthritis & Rheumatology_ مبشرة للغاية، حيث أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة بين النساء في مرحلة الشباب.

يتم تعريف مرض الذئبة الحمراء على أنه مرض التهابي مزمن واسع الانتشار بين الإناث، يمكنه أن يؤثر على وظيفة أي عضو بداخل الجسم، مع وجود مجموعة كبيرة من الأعراض المصاحبة لذلك.

ويحدث مرض الذئبة الحمراء كنتيجة لحدوث خلل في عملية تنشيط الخلايا المناعية البائية (B-lymphocytes) -وهي إحدى أنواع الخلايا المكونة للجهاز المناعي، والمسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم مُختلف أنواع البكتيريا والفيروسات والسموم التي قد تهاجم الجسم-.

ويحدث ذلك الخلل نتيجة ارتفاع تركيزات "الجزيئات المُحفزة للخلايا البائية" فوق معدلاتها الطبيعية، مما يتسبب في نشاط تلك الخلايا وإنتاجها لأجسام مضادة ذاتية تُهاجم خلايا وأنسجة الجسم السليمة.

وتعتمد آلية عمل عقار بليموماب (belimumab) في الأساس على استهداف "الجزيئات المُحفزة للخلايا البائية"، وللتحقق من مدى سلامته وفعاليته قامت الدكتورة أندريا دوريا -من جامعة بادوفا بإيطاليا- وزملاؤها بإجراء المرحلة الثالثة من تجارب تقييم الدواء، حيث تم تقسيم المرضى _وعددهم 356_ إلى مجموعتين؛ تلقت إحداهما 200 مجم بليموماب أسبوعياً في شكل حقن تحت الجلد، بينما تلقت المجموعة الأخرى حقن الدواء الوهمي، وقد استمرت تلك التجارب لمدة 52 أسبوعاً.

يُذكر أن بليموماب قد توفر حديثاً في صورة حقن تحت الجلد، بعد أن كان قاصراً في السابق على الحقن الوريدي فقط.

لقد وجد الفريق البحثي بعد مرور فترة التجارب أن المرضى الذين تلقوا بليموماب قد انخفض لديهم معدل نشاط المرض بشكل كبير، وذلك وفقاً لما يُسمى (مؤشر استجابة مرضى الذئبة الحمراء)؛ فقد بلغت نسبة استجابة المرضى 64.4% بعد تلقيهم حقن بليموماب الأسبوعية.

كما لاحظ الباحثون أيضاً ان حدة ثوران المرض قد انخفضت إلى 14.1% بدلاً من 31.5% في المجموعة التي تلقت بليموماب، كما انخفضت حاجتهم للعلاج بالستيرويدات بشكل ملحوظ.

تقول الدكتورة دوريا: "كان الحقن الوريدي لـ (بليموماب) يُمثل عقبة في طريق العلاج للعديد من المرضى بسبب حاجتهم إلى الذهاب إلى المستشفى لتلقي الحقن؛ وبالتالي فإنه الآن يمكن لعدد أكبر من المرضى أن يستفيدوا من هذا العلاج".

وتضيف: "إن حقن بليموماب تحت الجلد يجعل عملية الذهاب إلى المستشفى غير ضرورية، مما يؤدي إلى تخفيف العبء الاقتصادي على كل من المرضى والمجتمع".

ويُشير التقرير المصاحب للدراسة إلى أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد أكثر الأمراض المؤدية إلى الوفاة بين النساء، حيث أنه قد تسبب في حدوث 28411 حالة وفاة في الولايات المتحدة وحدها، وذلك بين عامي 2000 و2015.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى