علماء بريطانيون: الأسبرين والإيبوبروفين قد يُساهمان بشكل فعال في علاج حالات الاكتئاب الشديد

أشارت دراسة كبرى قام بها فريق من العلماء البريطانيين إلى أن الأسبرين والإيبوبروفين قد يُساهمان بشكل فعال في علاج حالات الاكتئاب الشديد.

وأكد الفريق أن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب بشكل عام قد تمثل بديلًا أكثر أمانًا للعديد من العقاقير المضادة للاكتئاب.

الأسبرين والإيبوبروفين قد يُساهمان بشكل فعال
علماء بريطانيون: الأسبرين والإيبوبروفين قد يُساهمان بشكل فعال في علاج حالات الاكتئاب الشديد

ونظرًا لان مضادات الاكتئاب تُستخدم على نطاق واسع بين الملايين من الأشخاص حول العالم_وما يرتبط بها من أعراض جانبية خطيرة؛ فقد سعى الباحثون لإيجاد بدائل أكثر أمانًا لتلك العقاقير.

فقد تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب إلى الغثيان أو الأرق الشديد، وزيادة الوزن، والوسواس القهري أو الأفكار الانتحارية.

كما أن حوالي 30% من مرضى الاكتئاب لا يشعرون بالتحسن بعد تناولها.

ولكن الدراسة الحالية_التي نُشرت في مجلة BMJ البريطانية_شملت تحليلًا موسعًا لـ30 دراسة سابقة حول علاقة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بأعراض الاكتئاب؛ والتي شملت بدورها 1610 شخصًا.

ووجد الباحثون أن فعالية الأسبرين والإيبوبروفين_بشكل مُحدد_في مواجهة أعراض الاكتئاب الحاد قد تفوقت على فعالية مضادات الاكتئاب بشكل ملحوظ؛ بنسبة بلغت 79% مقارنة بالعلاج الوهمي.

كما ذكروا أن الآثار الجانبية لتلك الأدوية هي أقل خطرًا عن تلك المرتبطة بمضادات الاكتئاب.

ويضيف الباحثون من جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا-الصين أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكنها إعطاء نتائج واعدة، كما دعوا للمزيد من البحث والمتابعة.

وقد وجدت الدراسة أيضًا أن بعض العقاقير الأخرى_مثل الستاتينات ومكملات أوميجا-3 الغذائية_يمكنها محاربة الاكتئاب بفاعلية، وأن تُدعم تأثير مضادات الاكتئاب عند تناولها معًا.

يُذكر أن عمل مضادات الاكتئاب الحالية يتركز على زيادة إفراز مادة السيروتونين_التي تحسن الحالة المزاجية_في المخ.

ولكن الخبراء يعتقدون أن أعراض الاكتئاب تبدأ في الظهور عندما تزداد التفاعلات الالتهابية في الجسم، ويزداد نشاط الجهاز المناعي بشكل مفرط.

ويوضحون تفسيرهم بأن الجسم في وقت العدوى_كالإنفلونزا مثلًا_يكون في حالة مزاجية شديدة التدني، تزامنًا مع نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الفيروس.

كما ربط مجموعة من الأطباء الآخرين بين استثارة الجهاز المناعي وظهور أعراض الاكتئاب، كما في حالات:

*بعد تلقي الأمصال واللقاحات.

*الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي).

يقول البروفيسور آلان كارسون_من جامعة إدنبرة-اسكتلندا: "الاكتئاب قد يكون هو الثمن الذي ندفعه لوجود نظام مناعي نشط".

"حيث يطلق الجهاز المناعي استجابات التهابية عندما يشعر بأنه مهدد، مما يؤدي إلى تغيرات واسعة النطاق في الجسم".

"إننا نعتقد أنه إذا تمكننا من تثبيط الالتهاب، فسيمكننا تحسين الأعراض المرتبطة بالاكتئاب بشكل كبير".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى