احذر! كثرة الجلوس قد تضر بصحة دماغك

توصل باحثو جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد ارتبط بحدوث الكثير من التغيرات في جزء معين من الدماغ مسؤول عن الذاكرة، وذلك وفقاً لدراسة أولية شملت أشخاصاً بالغين في منتصف العمر وكبار السن.

احذر! كثرة الجلوس قد تضر بصحة دماغك

 

إن العديد من الدراسات السابقة تشير إلى أن الجلوس لفترات طويلة يحمل من الخطر ما لا يقل عما يحمله التدخين، حيث يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وأيضاً الوفاة المبكرة.

لقد أراد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن يروا -من خلال تلك الدراسة- كيف يمكن أن يؤثر كثرة الجلوس أو السكون الحركي على صحة الدماغ، وبوجه خاص تلك المناطق بالغة الأهمية في عملية تكوين الذاكرة.

لقد قام الباحثون في دراستهم بالاستعانة بـ 35 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عامًا، وقاموا بسؤالهم عن مستويات النشاط البدني التي يقومون بها، وأيضاً عن متوسط عدد الساعات اليومية التي قضوها جالسين خلال الأسبوع السابق.

كما خضع الأشخاص المشاركين لمسح الرنين المغناطيسي (MRI) فائق الدقة على أدمغتهم، حيث تم تكوين صورة مفصلة على الفص الصدغي الأنسي للمخ (Medial Temporal Lobe)، وهو أحد المناطق الدماغية التي تشارك في تكوين ذكريات جديدة.

وقد توصل الباحثون في نتائجهم إلى أن السكون الحركي هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى ضعف نشاط الفص الصدغي للمخ، وأن النشاط البدني مهما زادت مستوياته غير كافٍ لتعويض الآثار الضارة المترتبة على الجلوس لفترات طويلة.

وقال الباحثون أن هذه الدراسة لا تثبت أن الجلوس المفرط يسبب ضعف الأجزاء الداخلية للمخ، ولكنها بدلا من ذلك تشير إلى أن زيادة الضرر الناتج بزيادة عدد الساعات التي يقضيها الشخص جالسًا.

كما وجه الباحثون تركيزهم في الأساس على عدد الساعات التي قضاها المشاركين في الجلوس، ولكنهم لم يسألوهم عما إذا كانوا قد أخذوا فترات من الراحة خلال هذا الوقت.

ويأمل الباحثون بعد ذلك أن يتمكنوا من تتبع مجموعة أكبر من الأشخاص لمدة أطول، وذلك لتحديد ما إذا كان الجلوس يؤدي بالفعل إلى ضعف أجزاء من المخ؛ وأيضاً ما هو الدور الذي قد يلعبه الجنس والعرق والوزن في صحة الدماغ المتعلقة بالجلوس.

يمكن أن يكون ضعف الفص الصدغي الأنسي هو مجرد مقدمة لتراجع القدرات الإدراكية والخرف لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، ويقول الباحثون أن الحد من السكون الحركي قد يكون هدفاً محتملاً ضمن البرامج العلاجية المصممة، وذلك لتحسين صحة الدماغ لدى الأشخاص المعرضين لمرض الزهايمر.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى