لماذا تؤثر مشاهدة الشاشات الذكية على نومنا؟

نقضي ساعات طويلة في التحديق للشاشات المختلفة من أجهزة الكمبيوتر، والهواتف مما قد يعوق النوم في كثير من الأحيان، وهنا يأتي السؤال المهم: لماذا تؤثر مشاهدة الشاشات الذكية على نومنا؟

لماذا تؤثر مشاهدة الشاشات الذكية على نومنا؟
لماذا تؤثر مشاهدة الشاشات الذكية على نومنا؟

الآن، قام الباحثون في معهد سالك بتحديد كيفية قيام خلايا معينة في العين بمعالجة الضوء المحيط وإعادة ضبط الساعات الداخلية، وما يتبعها من إعادة تنظيم للعمليات الفسيولوجية اليومية المعروفة باسم الإيقاع اليومي.

وعندما تتعرض هذه الخلايا للضوء الاصطناعي في وقت متأخر من الليل، يمكن أن تتعرض ساعاتنا الداخلية للتشويش.

وقد يترتب على هذا التشويش الداخلي مجموعة من المشكلات الصحية.

يقول ساتتشين باندا_كبير الباحثين في الدراسة: "إننا نتعرض باستمرار للضوء الصناعي، مما قد يبقينا مستيقظين لوقت متأخر من الليل".

"إن نمط الحياة هذا يسبب اضطرابات في الإيقاع اليومي لدينا وله عواقب وخيمة على الصحة".

لماذا تؤثر مشاهدة الشاشات الذكية على نومنا؟

يحتوي الجزء الخلفي من عيوننا على غشاء حسي يسمى شبكية العين.

وتحتوي الطبقة الداخلية فيها على مجموعة فرعية صغيرة من الخلايا الحساسة للضوء تعمل مثل البكسلات في الكاميرا الرقمية.

عندما تتعرض هذه الخلايا للضوء المستمر، يتجدد بروتين يسمى الميلانوبسين_ Melanopsin_ باستمرار داخلها، مرسلًا مؤشرات مباشرة إلى الدماغ لتنظيم الوعي والنوم واليقظة.

ويلعب الميلانوبسين دورًا محوريًا في مزامنة الساعة الداخلية لدينا بعد 10 دقائق من الإضاءة.

وفي وجود ضوء ساطع، يثبط هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم.

يقول لودوفيك موري_المؤلف الأول للورقة: "مقارنة بالخلايا الأخرى الحساسة للضوء في العين، فإن خلايا الميلانوبسين تستجيب طالما استمر الضوء".

"هذا أمر بالغ الأهمية، لأن ساعاتنا اليومية مصممة للاستجابة فقط للإضاءة الطويلة."

في الدراسة الجديد، حفز الباحثون إنتاج الميلانوبسين في خلايا الشبكية في الفئران.

واكتشف الباحثون أن بعض هذه الخلايا لديها القدرة على الحفاظ على استجاباتها للضوء عندما تتعرض لنبضات طويلة متكررة من الضوء، في حين أن الأخرى تفقد هذه القدرة.

وقد فوجئ الباحثون بأن بروتين الأريستين " arrestin"_الذي كان يعتقد سابقًا بأهميته في تثبيط استجابة المستقبلات الضوئية_ضروري في الواقع للميلانوبسين لمواصلة الاستجابة للإضاءة لفترات طويلة.

وفي الفئران التي تفتقر لبروتينات الأريستين، فشلت خلايا الشبكية المنتجة للميلانوبسين في الحفاظ على حساسيتها للضوء تحت إضاءة طويلة.

وتبين أن السبب في ذلك هو أن " الأريستين" يساعد على إعادة تجديد "الميلانوبسين" في خلايا شبكية العين.

يقول باندا: "تشير دراستنا إلى أن نوعي الأريستين ينجزان عملية تجديد الميلانوبسين بطريقة غريبة".

"أحدهما يقوم بعمله التقليدي في تثبيط الاستجابة، والآخر يساعد بروتين الميلانوبسين على تجديد الإحساس بالضوء في شبكية العين".

"وعندما تتم هاتان الخطوتان في تتابع سريع، يبدو أن الخلية تستجيب باستمرار للضوء".

وقد تساعد النتائج_التي نشرت "Cell Reports"_على تطوير علاجات جديدة للصداع النصفي، والأرق، واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى