ماذا نعني بقولنا أن شخصًا ما قد تعافى من فيروس كورونا المُستجد؟

تتردد على أسماعنا بشكل يومي عبارات مثل: عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المُستجد (COVID-19)، عدد الوفيات وعدد الذين تعافوا من المرض؛ ولكن ماذا تعني مقولة أن شخصًا ما قد تعافى من فيروس كورونا المُستجد؟

تعافى من فيروس كورونا
ماذا نعني بقولنا أن شخصًا ما قد تعافى من فيروس كورونا المُستجد؟

إنه بمجرد أن يتعرض الشخص للفيروس، يبدأ الجسم في إنتاج بروتينات معينة تٌسمى الأجسام المضادة تعمل على مهاجمة الفيروس.

وعندما تنتج تلك الأجسام المضادة في السيطرة على الفيروس واحتوائه تتقلص الأعراض المرضية المُصاحبة للعدوى؛ مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وآلام الجسم الشديدة.

عندئذ يبدأ الشخص في الشعور بالتحسن، وإذا سارت الأمور بنفس النمط فسيتمكن الجهاز المناعي من القضاء تمامًا على كافة الجسيمات الفيروسية بداخل الجسم؛ وتبدو نتائج التحاليل الفيروسية في تلك الحالة "سلبية".

وفي المتوسط؛ تبدأ أعراض المرض في الظهور على الشخص بعد مضي حوالي 7 أيام من التقاط العدوى، وهو ما يُطلق عليه فترة حضانة الفيروس.

ويرى الخبراء أنه في حالة التعافي الظاهري وتحسن الأعراض، تبقى كمية ضئيلة من الفيروسات بداخل جسم المريض.

وعلى الرغم من أنها لن تُسبب عدوى مرتدة (Recurrent Infection) بسبب قوة الجهاز المناعي؛ إلا أنها قد تنتقل من المريض إلى من حوله من الأصحاء وتنشر العدوى.

ولتفادي ذلك ينبغي تطبيق إجراءات العزل الصحي للمريض لمدة تتراوح من 3-5 أيام بعد تحسنه وتحول نتائجه إلى سلبية؛ لتفادي أي مضاعفات محتملة.

ولكن ماذا عن تمتع الشخص بمناعة مستقبلية ضد الإصابة بالفيروس؟

بشكل عام، يحتفظ الجهاز المناعي للجسم بخلايا ليمفاوية تُسمى خلايا الذاكرة ()؛ تظهر في الدم بعد التعرض لعدوى فيروسية وتبقى بداخل الجسم لسنوات طويلة.

تعمل تلك الخلايا على إنتاج الأجسام المضادة للفيروس ذاته عند التعرض له مرة أخرى، حيث تتعرف عليه وتهاجمه في وقت قصير للغاية.

وهو ما يجعل جسدك قادرًا على القضاء على الفيروس بمجرد دخوله إلى نظامه الحيوي، وعدم الإصابة بالمرض مرة أخرى.

وتُعد قدرة الجهاز المناعي على تذكر الفيروسات هي حجر الأساس وراء جميع اللقاحات الموجودة حاليًا؛ حيث تعمل اللقاحات بمثابة "التعرض الأول للفيروس" لإكساب الجسم مناعة طويلة الأمد ضده.

ولكن لسوء الحظ قد تمتد تلك المناعة لوقت قصير وتحتاج إلى تلقي لقاحات داعمة بعد فترة من الوقت، كما هو الحال في عدوى النكاف.

ونظرًا لأن فيروس كورونا الحالي جديد للغاية، فلا يعلم الأطباء كم ستستمر فترة حصانة الجسم ضده، وهل ستكون شهورًا أم سنوات؟

ويؤكد العلماء أنهم قد عثروا بالفعل على أجسامًا مضادة ضد فيروس كورونا المُستجد في دماء المتعافين منه، وهو ما يؤكد أن الجسم البشري قد نجح بالفعل في تطوير مناعة ضده.

كما يرون أنه يمكن للأشخاص المتعافين من الفيروس (الذين يحملون أجسامًا مضادة) أن يُساعدوا في تقديم الرعاية للمرضى في مرحلة الرعاية الطبية؛ نظرًا لأنهم قد أصبحوا مُحصنين ضد العدوى_على الأقل في الوقت الراهن.

وقد صريح فريق من العلماء_لصحيفة The Conversation_أنه كلما ازدادت معدلات التعافي من الفيروس، فسيصبح العالم مُحصنًا بشكل كبير ضد الفيروس الجديد؛ ولكن هذا يتطلب المزيد من الوقت والدعم للمرضى.

للمزيد من معلومات عن فيروس كورونا المُستجد (COVID-19) طالع الموضوعات الآتية:

إليك عزيزي القارئ: كل ما تود معرفته عن فيروس كورونا المُستجد وكيفية التشخيص والوقاية (أسئلة وأجوبة)

تلك هي أشهر المعلومات الخاطئة عن فيروس كورونا المُستجد (COVID-19) !

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى