مرض باركنسون قد يبدأ من القناة الهضمية قبل تأثيره على الدماغ

تشير البحوث الجديدة أن مرض باركنسون Parkinson الناتج عن خلل وموت الخلايا العصبية، يمكن أن ينشأ من الأمعاء، حيث أن البروتين يتغير في القناة الهضمية أولاً ثم يسافر إلى الدماغ مسبباً أعراض المرض.
وتظهر الدراسة أن البروتين في الخلايا العصبية يتلف ويشكل كتلاً في أدمغة المصابين بمرض باركنسون، والتي من المحتمل وجودها أيضاً في الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة، بناءاً على التجارب التي أجريت على البشر والفئران.

يوجد البروتين الفا – سينوكلين Alpha – Synoclein بشكل كبير في الدماغ، والذي يذوب في سائل داخل الخلايا العصبية السليمة. وبما أن مرضى باركنسون لديهم تشكل غير طبيعي لهذا البروتين، والذي ينتشر عبر النظام العصبي إلى الدماغ كالبريون Prion أو البروتينات الملوثة، تلتصق جزيئات البروتين المتشكلة في الدماغ ببعضها البعض، تتجمع وتتلف الخلايا العصبية.

أفاد الباحثون في عام 2005 أن مرضى باركنسون كانت لديهم كتلاً في الدماغ والأمعاء، وهناك بحوث أخرى نشرت في هذا العام، تفيد بأن مرضى القرحة الذين خضعوا لعملية جراحية بإزالة العصب المبهم (العصب الذي يربط بين الدماغ والبطن) كانت لديهم خطورة أقل للإصابة بمرض باركنسون وبنسبة 4%، كما أشارت النتائج جميعها إلى أن البريون Prion يمكن أن ينشأ في القناة الهضمية.
لكن ما زال هناك لغز واحد: كيف للبروتينات المتغيرة في الأمعاء أن تنتقل إلى الدماغ !!
قال الدكتور Rodger Liddle طبيب الجهاز الهضمي والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية الجديدة وأستاذ الطب في جامعة Duke في كارولينا الشمالية " وجدنا البروتين في تجاويف الجهاز الهضمي الخالية من الأعصاب ".

مرض باركنسون قد يبدأ من القناة الهضمية قبل تأثيره على الدماغ

في عام 2015 أكتشف فريق Liddle أن الخلايا في بطانة الأمعاء الدقيقة هي خلايا الغدد الصماء التي تنتج الهرمونات، لكنها تحتوي أيضاً على الناقلات العصبية والبروتينات الأخرى الموجودة عادةً في الخلايا العصبية، وتشابهها في طريقة التواصل.

قرر Liddle بعد ذلك، إثبات وجود بروتين تالف من الفا – سينوكلين داخل خلايا الغدد الصماء عند مرضى باركنسون، لربما استطاعوا ربط المرض بتلك التجاويف المعوية. كما شرح كيفية إنتشار البروتينات التالفة المسببة للمرض من بطانة الأمعاء إلى الدماغ والتي من الممكن أن تنتقل عن طريق العصب المبهم.

أظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص المعرضين لبعض المبيدات والبكتيريا هم أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون، لأنه من المحتمل أن تؤثر تلك العوامل على خلايا الغدد الصماء الممالثة للخلايا العصبية، وتؤدي إلى تغير شكل البروتين الفا – سينوكلين وتلفه في القناة الهضمية.
قال Liddle: ربما البكتيريا أو السُم الذي يبتلعه الناس، هي التي تؤثر على خلايا الغدد الصماء وتفسد البروتين الذي ينتقل من الخلية إلى العصب المبهم ومنه إلى الدماغ.
و يضيف: من الممكن إيجاد علاجات تمنع تكوين الفا – سينوكلين غير طبيعي في هذه الخلايا إذا كانت بداية المرض من القناة الهضمية، كما أننا سنجد صعوبة في تطوير الطرق الغذائية لعلاج تلك الخلايا كونها خلايا بطانة الأمعاء.

مرض باركنسون هو اضطراب تدريجي في الحركة، ويؤثرعلى مليون شخص في الولايات المتحدة، وما بين 7-10 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وفقاً لمؤسسة مرض باركنسون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى