ممارسة السباحة والجري وركوب الدراجات يحمي كبار السن من الإصابة بضعف الذاكرة والخرف

أشارت دراسة ألمانية جديدة إلى أن التمارين الرياضية معتدلة الشدة_مثل ممارسة السباحة والجري وركوب الدراجات_يُساهم في حماية كبار السن من تدهور الحالة العقلية وتلف خلايا المخ الناتج عن الشيخوخة؛ مما يؤدي إلى الإصابة بضعف الذاكرة والخرف .

وصرح الباحثون أن ممارسة تلك التمارين بانتظام يحافظ على صحة الدماغ، ويجعل الخلايا العصبية بحالة جيدة.

ممارسة السباحة والجري
ممارسة السباحة والجري وركوب الدراجات يحمي كبار السن من الإصابة بضعف الذاكرة والخرف

شملت الدراسة 2013 شخصًا ألمانيًا ممن يمارسون الركض وركوب الدراجات بانتظام، متوسط أعمارهم حوالي 52 عامًا.

تمت متابعة هؤلاء الأشخاص في الفترة بين عامي 1997-2012، وقياس معدلات اللياقة القلبية-الرئوية لهم في أوقات الراحة وأثناء ممارسة الرياضة.

ثم قام الفريق البحث_بقيادة الدكتورة كاثرينا ويتفيلد: أخصائية الأمراض العصبية_بمقارنة قياساتهم بنتائج تصوير الرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين.

ولاحظ الباحثون أن ممارسة النشاط البدني قد أوقف تراجع وتدهور بنية الدماغ، كما حافظ على حجم المادة الرمادية بالنسيج المخي.

وأشاروا إلى أن التمارين الرياضية تٌعزز من تدفق الدم إلى جميع أنسجة الجسم_بما فيها النسيج العصبي_، حاملًا إليها المغذيات والأكسجين.

تقول ويتفيلد: "إن ممارسة أي نشاط يجعل قلبك يضخ الدماء بقوة، يجعلك تتمتع بصحة أفضل".

ويرى الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يُحافظ على معدلات مرتفعة من ضخ الدم المٌحمل بالأكسجين إلى أنسجة المخ؛ وهو ما يُحافظ عليها سليمة وتعمل بشكل صحيح.

كما يوصي خبراء الصحة العقلية بضرورة ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعتين ونصف_على الأقل_بشكل أسبوعي، للحفاظ على المخ بحالة جيدة.

ويتم تعريف التمارين الرياضية معتدلة الشدة بأنها مجموعة التمارين التي ترفع معدل ضربات القلب، بينما يظل الشخص بإمكانه أن يتحدث مع الآخرين؛ مثل الركض أو المشي السريع أو التنس.

يُذكر أن المادة الرمادية للمخ تُساعد على التحكم في الإدراك الحسي، مثل الرؤية والسمع والذاكرة والعواطف والكلام وصنع القرار والانضباط الذاتي.

ويتقلص حجم المادة الرمادية للمخ مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات المعرفية كفقدان الذاكرة وتناقص القدرة على حل المشكلات.

ويحدث ذلك عندما تنخفض كفاءة الشرايين المغذية للمخ، حيث تنخفض مرونتها وتقل كمية الدماء المندفعة بداخلها بمرور الوقت.

وبالتالي، يتناقص تركيز الأكسجين والمغذيات التي تصل للخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور حالتها أو تلفها.

وقد تم نشر النتائج الخاصة بتلك الدراسة في دورية Mayo Clinic Proceedings الطبية.

يقول الدكتور رونالد بيترسن_أخصائي صحة الأعصاب في مايو كلينيك: "توفر النتائج دليلًا غير مباشر على أن التمارين الرياضية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الوظائف الإدراكية، إلى جانب تعزيز الصحة العضلية للجسم".

"إن الميزة الأساسية للدراسة أنها شملت كبار السن، وهو ما يُشجعهم على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحتهم العقلية وعدم الاستسلام".

"هناك أدلة جيدة على قيمة التمرينات في منتصف العمر، ولكن دراستنا تثبت فائدتها أيضًا في وقت لاحق من الحياة".

وأضاف مايكل جوينر_أخصائي التخدير والفيسيولوجيا في مايو كلينيك: "تظهر نتائجنا أن النشاط البدني المنتظم يقي من التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة".

"ينبغي علينا نشر الوعي الصحي بين كبار السن بأن الوقت لم يمضِ من أجل اتخاذ القرار، واستئناف حياتهم بصورة صحية".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى