دراسة: فوائد القيلولة لصحة العقل

أهمية القيلولة لصحة الدماغ

ما أهمية القيلولة لصحة العقل؟ هل هي مفيدة؟  نشرت مؤخرًا دراسة في دورية Sleep Health توضح أن الحصول على قيلولة بانتظام يرتبط بصحة العقل وبحجم أكبر للدماغ. إلى جانب الخصائص المضادة للشيخوخة المرتبطة بالقيلولة. في هذا المقال التفاصيل الكاملة للدراسة.

علاقة النوم بصحة الدماغ

علاقة النوم بصحة الدماغ
علاقة النوم بصحة الدماغ

تشير الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن واحدًا من بين كل ثلاثة بالغين يعانون من عدم الحصول على قسط كاف من النوم. وأن حوالي 18% يعانون من اضطراب في النوم. يحتاج المراهقون إلى النوم بمعدل ساعات يزيد عن البالغين، لاستيعاب نمو الدماغ. ومن الممكن أن تتسبب قلة النوم المزمن في خلل في وظيفة المناعة وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري والحالات الصحية الأخرى. ومع ذلك فإن القيلولة لمدة 30:15 دقيقة في فترة الظهيرة، قد تقلل من أضرار قلة النوم. كما ذكرت أبحاث سابقة فوائدها في تحسين الإدراك. بينما اهتمت الأبحاث السابقة بدراسة الدماغ وعادات النوم والعلاقة المتبادلة بينهما. إلا أن هذه الدراسة اتخذت خطوة جديدة إلى الأمام. من خلال تحديد جينات المشاركين في البحث في لتحديد سمات معينة مرتبطة بالقيلولة.

قد يهمك: تصميم جهاز جديد يمكن ارتداؤه للكشف المبكر عن سرطان الثدي

اقرأ أيضًا: دراسة: استخدام الخلايا الجذعية المشتقة من القلب لعلاج مرض كرون

هل القيلولة مفيدة لصحة العقل؟

عند دراسة جينات المشاركين في البحث، وجد الباحثون وجود جينات معينة تتكرر بشكل متسق بين الأشخاص الذين يغفون بانتظام. مما يشير إلى أن بعض عادات النوم متأصلة في الجينات. كما يوضح الباحثون أن بعض المتغيرات مثل: المرض والاكتئاب واضطرابات النوم تؤثر على ميل الشخص للقيلولة. ما يجعل من الصعب تحديد السبب الحقيقي للقيلولة في دراسة علمية. ولكن بالنظر إلى الجينات التي يمتلكها الشخص يمكن استبعاد بعض هذه المتغيرات.

بالإضافة إلى الجينات المرتبطة بميل الشخص للحصول على القيلولة. وجد الباحثون أيضًا أن حجم الدماغ لدى الأشخاص الذين يحصلون على القيلولة بانتظام أكبر من غيرهم من الأشخاص غير المنتظمين في الحصول على القيلولة. أو من لا يحصلون عليها إطلاقًا..

وجدير بالذكر أن حجم الدماغ كان مقياسًا للصحة العامة للدماغ وميل الشخص لظهور أعراض الشيخوخة في الدراسات السابقة. وفي هذه الدراسة، يقدر الباحثون أن حجم الدماغ لدى الأشخاص المنتظمين في الحصول على القيلولة يعادل 2.6 إلى 6.5 سنوات من الشيخوخة.

يصرح فريق الدراسة أن حجم الدماغ مؤشرًا جيدًا باعتباره اكتشافًا تشريحيًا. لكنه ليس نتيجة وظيفية، ما يعني أن النتائج لا تشير إلى أن كبر حجم الدماغ يرتبط بتغييرات وظيفية مثل وقت رد الفعل أو تحسين الذاكرة.

بحثت الدراسة أيضًا عن علامات الإدراك مثل: رد الفعل والذاكرة البصرية، وحجم الحُصين (منطقة عميقة في الدماغ مسؤولة بدرجة كبيرة عن الذاكرة). لم يجد الباحثون ارتباطات بين القيلولة المنتظمة والوظائف الإدراكية. وكانت هذه نتيجة مفاجأة لهم حيث أتت على عكس الأبحاث السابقة التي أثبتت علاقة القيلولة (naps) بالوظائف الإدراكية وتأثيرها الإيجابي عليها.

وأشار الباحثون إلى أن القيلولة قد تكون مفيدة في تحسين الانتباه لبضع ساعات. ولكن لا يمكن أن تكون آلية مستمرة لتعويض النوم السيئ على المدى الطويل. وعلى الرغم من أن هذا البحث يوفر بعض الأدلة على أهمية القيلولة النهارية كونها مفيدة لصحة الدماغ. إلا أنه لا يوصي الباحثون بالحصول على القيلولة النهارية إذا لم يكن هذا ضروريًا.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى