آلاف المرضى يتلقون علاج السرطان بحقنة واحدة تحت الجلد (نيفولوماب)

شهد مجال العلاج المناعي تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. وأصبح الأطباء يعتمدون عليه بشكل متزايد في التصدي لأنواع متعددة من السرطان. أحد الأدوية التي تمثل نقلة نوعية في هذا المجال هو “نيفولوماب”. الذي يعمل على تحفيز الجهاز المناعي ليتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية أعلى مقارنة بالعلاجات التقليدية.

نيفولوماب: الحقنة الخارقة لعلاج السرطان

نيفولوماب: الحقنة الخارقة لعلاج السرطان
نيفولوماب: الحقنة الخارقة لعلاج السرطان

في إطار تعزيز خدمات الرعاية الصحية، بدأ تطبيق صيغة جديدة من هذا العلاج في هيئة الصحة الوطنية البريطانية. حيث أُتيحت للمرة الأولى إمكانية إعطاء الدواء على هيئة حقنة تحت الجلد، عوضًا عن التسريب الوريدي الذي كان يستغرق وقتًا طويلاً. وقد انتشرت هذه الحقنة في وسائل الإعلام تحت مسمى “الحقنة الخارقة”. إذ تمنح في غضون 3 إلى 5 دقائق فقط، مقارنة بالساعة الكاملة التي كانت تتطلبها الطريقة السابقة.

هذه التقنية من شأنها إحداث تغييرًا كبيرًا في طريقة تلقي العلاج. خاصة مع تزايد عدد مرضى السرطان في الفئات العمرية الشابة ومنها سرطانات الجلد والجهاز الهضمي. ومن المتوقع أن يستفيد ما يقارب 1200 مريض شهريًا من هذه الصيغة الجديدة في إنجلترا، حيث تعطى الحقنة إما مرة كل أسبوعين أو مرة واحدة شهريًا، حسب الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب بناءً على حالة المريض واستجابته للعلاج.

قد يهمك: جل الأذن المبتكر: جرعة واحدة تقضي على الالتهابات من أول مرة

اقرأ أيضًا: دراسة: تناول الدجاج بانتظام قد يزيد من خطر الوفاة بسرطانات الجهاز الهضمي

مميزات العلاج الجديد

الميزة الأبرز لهذا الشكل من العلاج تكمن في سهولة إعطائه وسرعته، مما يخفف من الأعباء على المرضى والكوادر الطبية على حد سواء. يتم حقن الجرعة في منطقة البطن أو الفخذ، ولا تتطلب تجهيزات معقدة أو مكوثًا طويلًا في المستشفى، ما يسمح للمرضى بالعودة إلى أنشطتهم اليومية مباشرة بعد تلقي العلاج.

من الناحية العلاجية، يعمل “نيفولوماب” على تعطيل بعض البروتينات التي تستخدمها الخلايا السرطانية للهروب من استجابة الجهاز المناعي. وبذلك، يعيد تنشيط المناعة الطبيعية للجسم ويجعلها أكثر قدرة على مهاجمة الورم. كما أظهرت النتائج السريرية فعالية عالية لهذا الدواء في التعامل مع أنواع متعددة من السرطان، أبرزها سرطان الجلد، والرئة، والكلى. حتى في بعض الحالات المتقدمة التي لم تظهر استجابة جيدة للعلاج الكيميائي.

أما من حيث الأعراض الجانبية، فيمكن اعتبار هذا العلاج أكثر تحمّلًا من العلاج الكيميائي التقليدي. غالبًا ما تكون الأعراض خفيفة وتتمثل في الإرهاق أو الطفح الجلدي، ومع ذلك فإن بعض الحالات قد تواجه مضاعفات مناعية تتطلب مراقبة طبية دقيقة، مثل الالتهابات أو التغيرات في وظائف الأعضاء.

في ضوء هذه المعطيات، يعد هذا الابتكار خطوة متقدمة في سبيل تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان، من خلال توفير علاج فعال، سريع، وأقل إزعاجًا من الطرق التقليدية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى