الصيام قبل إجراء قسطرة القلب ليس ضروريًا

بحث جديد يوضح إمكانية التخلي عن الصيام قبل اجراء القسطرة القلبية

من المعتاد أن يُطلب من المرضى الصيام قبل إجراء قسطرة القلب. ما يعني منع المرضى من تناول الطعام أو الشراب فترة محددة قبل العملية. لكن مع تزايد الأدلة العلمية التي تشير إلى أن تناول الغذاء الصحي قبل الخضوع لعملية القسطرة القلبية لا يشكل أي خطر على المرضى، قد تنتفي الحاجة إلى الصيام قبل إجراء قسطرة القلب.

الصيام أم الغذاء الصحي قبل إجراء قسطرة القلب؟

الصيام أم الغذاء الصحي قبل إجراء قسطرة القلب
الصيام أم الغذاء الصحي قبل إجراء قسطرة القلب

أجريت دراسة جديدة في معهد باركفيو للقلب، في إنديانا، بعنوان "الصيام مقابل اتباع نظام غذائي صحي للقلب قبل قسطرة القلب". قارنت الدراسة بين تأثير استهلاك نظام غذائي صحي منخفض الحموضة والدهون والكوليسترول والصوديوم مقابل الالتزام بإرشادات الصيام القياسية في وحدة القلب للمرضى الداخليين الذين يخضعون للقسطرة القلبية الاختيارية.

وعلى الرغم من مطالبة جميع المرضى في الفترة السابقة بالصيام مدة ست ساعات أو أكثر قبل اجراء عملية قسطرة القلب، فقد أظهرت النتائج التي توصل إليها الباحثون فهذه الدراسة أن الصيام ليس ضروريًا لجميع المرضى.

خطوات الدراسة ونتائجها

شملت مجموعة الدراسة 197 مريضًا بالغًا من المقرر لهم الخضوع لقسطرة قلبية اختيارية مع التخدير الواعي. قسم الباحثون المرضى بشكل عشوائي إلى مجموعتين:

  1. المجموعة الأولى: تضمنت 100 مريضًا، وسمح لهم بتناول نظام غذائي محدد من الأطعمة الصلبة منخفضة الدهون والكوليسترول والصوديوم والحموضة.
  2. المجموعة الثانية: تتكون من 97 مريضًا غير مسموح لهم بتناول أي شيء عن طريق الفم، باستثناء رشفات الماء مع الأدوية، من منتصف الليل حتى الخضوع لعملية القسطرة القلبية.

جمع الباحثون البيانات قبل وبعد التخدير وطوال التقييمات اللاحقة للإجراءات. كما أكمل المرضى استبيان الرضا عند الخروج. وكانت النتائج كما يلي:

  • في مجموعة النظام الغذائي الصحي، كان الرضا عن النظام الغذائي قبل الإجراء أعلى بكثير بينما كان العطش والجوع أقل.
  • لم يتعرض أي مريض في كلا المجموعتين للالتهاب الرئوي بعد العملية أو الشفط أو التنبيب أو نقص السكر في الدم.
  • الإرهاق، ومستوى الجلوكوز، وحالة الجهاز الهضمي واستخدام جرعة التحميل من الأدوية المضادة للصفيحات لم تختلف بين المجموعتين.

ونتيجة لهذه الدراسة، قام المستشفى بتحديث البروتوكولات الخاصة بإجراءات أمراض القلب والسماح للمرضى بتناول الطعام قبل التخدير.

تشجع الدراسة البحث المستقبلي مع مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا من المرضى بما في ذلك، المرضى الذين يتلقون أنواعًا أخرى من التخدير. قد تؤدي مجموعة الأدلة المتزايدة أيضًا إلى قيام الجمعيات المهنية، مثل الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير، بمراجعة التوصيات والمبادئ التوجيهية للتغييرات المحتملة. يعد هذا البحث خطوة مهمة نحو تحديث البروتوكولات والتوصيات المتعلقة بالقسطرة القلبية Cardiac catheterization. وقد يؤدي إلى تحسين تجربة المرضى ونتائج العلاج.

في الختام، توصل الباحثون إلى أن الصيام قبل إجراء قسطرة القلب قد يكون غير ضروري. وعلى الرغم من أن الصوم كان ممارسة مستمرة لعقود، إلا أن الأدلة تشير إلى أن السماح للمرضى بتناول نظام غذائي صحي للقلب قبل إجراء القسطرة القلبية لا يشكل أي خطورة على السلامة، كما أنه يعزز رضا المرضى والرعاية العامة.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى