بخاخ الأنف اسكيتامين لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج

يعد الاكتئاب المقاوم للعلاج (TRD) شكلاً صعبًا من اضطراب الاكتئاب الشديد. وهو يشير إلى استمرار أعراض الاكتئاب على الرغم من خضوع المريض لدورات كافية لاثنين على الأقل من الأدوية المضادة للاكتئاب المختلفة. وعلى الرغم من المحاولات العلاجية المتكررة، فإن أعراض الاكتئاب لدى هؤلاء المرضى لا تزال قائمة.

كشفت دراسة سابقة أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) أنه في حين أن ثلث المرضى الذين يعانون من الاكتئاب تمكنوا من الشفاء مع العلاج الأولي، فإن العلاجات اللاحقة قد شهدت عوائد متناقصة، مع حصول 10-15% فقط على الشفاء من خلال تجربتهم الثالثة. هذه النتائج هي ما تزيد من الحاجة إلى استراتيجيات تدخل أكثر فعالية.

دور السكيتامين في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج

دور السكيتامين في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج
دور السكيتامين في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج

تمكنت شركة Janssen من تطوير رذاذ الإسكيتامين الأنفي، وهي تركيبة أظهرت فعالية فائقة مقارنة بالعلاج الوهمي في العديد من التجارب السريرية. كما حصل أيضًا على موافقات من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الولايات المتحدة، ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) في أوروبا. لكن لماذا هناك حاجة إلى دواء آخر في سوق مضادات الاكتئاب المزدحم بالفعل؟

في حقيقة الأمر أنه على الرغم من وجود العديد من العلاجات المتاحة للاكتئاب، فإن هناك ندرة في خيارات الأدوية المخصصة لعلاج اعراض الاكتئاب المقاوم للعلاج. علاوة على ذلك، يحتاج مصنعو الأدوية إلى إظهار ميزة واضحة على طرق العلاج الحالية. من أجل توجيه الأطباء والمرضى في عملية صنع القرار، واعتمادها من قبل التأمين الصحي الشركات والحكومات. وهو ما يؤكد الأساس المنطقي لهذه الدراسة.

الإسكيتامين مقابل الكيوتيابين

قارنت الدراسة عقار الإسكيتامين مع عقار الكيوتيابين عن طريق الفم، وهو مضاد للذهان مرخص في الأصل لعلاج حالات مثل: الفصام.

امتدت الدراسة إلى 32 أسبوعًا، وهي أطول من التجارب النموذجية. ذلك الأمر هو ما سمح للعلماء بقياس نتائج العلاج على المدى القصير والطويل. ورصدت استجابات المشاركين، والآثار الجانبية، والفعالية الشاملة للأدوية عن كثب.

كانت هذه الدراسة تهدف إلى التأكد مما إذا كان المرضى الذين يتناولون عقار الإسكيتامين NS كانوا أكثر عرضة لتحقيق الهدوء بعد 8 من العلاج. مقارنة بأولئك الذين يتناولون عقار الكيوتيابين XR.

النتائج

بعد مرور 8 أسابيع تجاوزت كلا المجموعتين معدل الشفاء الذي بلغ 10-15% المذكور في دراسة المعهد الوطني للصحة العقلية.

وجد أن 27.1% من المرضى الذين تناولوا عقار الإسكيتامين NS حققوا شفاءً، مقارنة بـ 17.6% ممن عولجوا بعقار كيتيابين XR. مع استمرار كلا المجموعتين في العلاج باستخدام مضادات الاكتئاب التقليدية (إما SSRI أو SNRI). وكانت البيانات طويلة المدى أكثر إفادة. كانت نسبة المرضى الذين تمكنوا من الشفاء في الأسبوع الثامن واستمروا دون انتكاسة حتى الأسبوع 32 هي 21.7% لمجموعة الإسكيتامين NS و14.1% لمجموعة الكيوتيابين XR.

كان الأمر الأكثر جدارة بالملاحظة بالنسبة للمشاركين في الدراسة هو الارتفاع الملحوظ في معدلات الشفاء بعد فترة أولية مدتها 8 أسابيع. بالإضافة إلى الفعالية العلاجية، تم تقييم معايير السلامة. سجل كلا الخيارين العلاجيين معدلات منخفضة للغاية من المضاعفات الخطيرة مثل: الوفيات أو التفكير في الانتحار. ومع ذلك، عند فحص الآثار الجانبية الأقل خطورة، أظهر المرضى في مجموعة الإسكيتامين Esketamine تكرارًا أعلى مقارنة بأولئك في مجموعة الكيوتيابين XR.

في الختام، توفر هذه الدراسة نتائج واعدة لمرضى الاكتئاب المقاوم الشديد. ومع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مواصلة البحث لتأييد النتائج على عدد أكبر من المرضى.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى