تطوير نهج جديد لعلاج الخلل المعوي البيئي

الاعتلال المعوي البيئي

أجريت دراسة بواسطة فريق من الباحثين الطبيين في كلية الطب بجامعة واشنطن، بالتعاون مع فريق طبي من كلية الطب بجامعة زامبيا ومركز سيدارس-سيناي الطبي، لتطوير نظام علاجي للأطفال الذين يعانون من الخلل المعوي البيئي.

الخلل المعوي البيئي

الخلل المعوي البيئي
الخلل المعوي البيئي

يعد الاعتلال المعوي البيئي (Environmental Enteric Dysfunction - EED) اضطراباً يصيب غالباً أمعاء الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ويعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب عادة من انخفاض امتصاص العناصر الغذائية، والتهابات ونقص في النمو. ويعتقد معظم المجتمع الطبي أن حوالي 7:5 مليون طفلًا في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطراب الأمعاء البيئي. وأغلبهم في الدول ذات الدخل المنخفض.

وعلى الرغم من أن هناك بعض الأبحاث التي تهدف إلى فهم هذا الاضطراب بشكل أفضل، فلا تزال العوامل المسببة لسوء التغذية التي تؤدي إلى ظهور الخلل المعوي البيئي غير مفهومة. كما اكتشف الباحثون أن إعطاء الأطفال المصابين بهذا الاضطراب طعامًا منتظمًا لا يعكس تحسنًا في حالتهم. لذلك، فإن هناك حاجة إلى تطوير خيارات علاجية.
اهتم الباحثون في هذه الدراسة بالبحث عن السبب الجذري لاضطراب الأمعاء البيئي ومحاولة تطوير علاج يؤدي إلى استعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية.

قد يهمك: إنجاز بحثي يوفر أملًا جديدًا لمرضى سرطان الأمعاء

اقرأ أيضًا: علاج التهاب المعدة والأمعاء منزليًا (انفلونزا المعدة)

خطوات ونتائج الدراسة

شارك في هذه الدراسة 15 طفلاً يعيشون في زامبيا يعانون من اعتلال الأمعاء البيئي. تم تعريض كل طفل لمجموعة من الاختبارات الهادفة إلى عزل العوامل التي أدت إلى تطور الاعتلال المعوي البيئي. اكتشف الباحثون أن الأطفال المصابين بهذه الحالة لديهم عدد أقل من بعض الخلايا في الأمعاء الدقيقة مقارنة بالأصحاء. وهي خلايا مرتبطة بالجهاز المناعي وتشير إلى زيادة إنتاج الصفراء. كما اكتشفوا أن هناك مستويات منخفضة من NAD+، وهي جزيئات مرتبطة بعملية الأيض.

وفي صدد تطوير نهج علاجي، أجرى الفريق البحثي التجارب على فئران المختبر لتظهر نفس الأعراض التي تظهر عند الأطفال المصابين بالاعتلال المعوي البيئي. ثم قدموا لهم علاجات مختلفة. وبملاحظة النتائج على الفئران وجد أن تناول كمية قليلة من البروتين هو السبب الجذري للإصابة بالخلل المعوي البيئي. كما اكتشف الباحثون أن هناك عنصر وراثي يجعل بعض الأطفال أكثر عرضة لتطور الاضطراب. وهو العامل الرئيسي في تخفيض مستويات NAD+. وتبين أيضًا أن إطعام الفئران البروتين بالإضافة إلى NAD+ يقلل من مستويات إفراز الصفراء ويعيد الخلايا المفقودة في الأمعاء. ما يعكس الاعتلال المعوي البيئي Environmental Enteric Dysfunction.

ختامًا، توصل الباحثون في هذه الدراسة إلى الأسباب المحتملة للإصابة بالخلل المعوي البيئي، كما تمكنوا من تطوير طريقة جديدة للعلاج، ويعتزم فريق الدراسة مواصلة الأبحاث، حتى يتمكنوا من تجربة العلاج على البشر في أقرب وقت ممكن.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى