الرضاعة الطبيعية تحميكي من آلام ما بعد الولادة القيصرية

في بحث جديد عرض في مؤتمر التخدير الأوربي لهذا العام في جنيف يقول أن الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية  قد تساعد في علاج الألم، حيث يشير البحث إلى أن الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن لمدة شهرين على الأقل بعد الولادة ثلاث مرات يوميا أقل عرضة للإصابة بالألم المزمن مقارنة مع اللواتي يرضعن أطفالهن لمدة تقل عن شهرين.

الرضاعة الطبيعية تحميكي من آلام ما بعد الولادة القيصرية

وتمثل الولادة القيصرية حوالي ربع الولادات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وتصل إلى أكثر من 75% في الدول العربية. ويؤثر الألم المزمن بعد الولادة القيصرية على حوالي واحدة من كل 5 أمهات. ومن المسلم به أن حليب الثدي هو الغذاء الأكثر أهمية وملائمة للأطفال في الحياة المبكرة، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر 6 أشهر. ولكن حتى الآن لم يعرف سوى القليل عن تأثير الرضاعة الطبيعية على معاناة الأم من الألم المزمن بعد الولادة القيصرية.

وتضمنت الدراسة التي أجرتها الدكتورة كارمن فارغاس وزملاؤها من مستشفى جامعة نيسترا سينيورا دي فالم في إشبيلية بإسبانيا، على 185 من الأمهات اللاتي خضعن للولادة القيصرية في المستشفى بين  يناير 2015 وديسمبر 2016. وقد أجريت مقابلات مع الأمهات حول تعاملهن مع الرضاعة الطبيعية، ومعاناتهن من الألم المزمن في مكان جراحة الولادة في أول 24 و 72 ساعة بعد الولادة القيصرية، ومرة ​​أخرى بعد 4 أشهر. كما قام الباحثون بتنحية تأثير المتغيرات الأخرى على الألم .

وطبقا للدراسة فقد قامت 87٪ من الأمهات برضاعة أطفالهن طبيعيا ،أكثر من نصفهن (58٪) كانت الرضاعة لمدة شهرين أو أكثر. بينما حوالي (23٪) لمدة أقل من شهرين،وأظهرت الدراسة أن المجموعة الأخيرة استمرت معاناتها مع ألم مزمن في موقع الولادة القيصرية لمدة تزيد عن 4 أشهر  مقابل 8٪ فقط من اللاتي أرضعن لمدة شهرين أو أكثر. وكانت هذه الاختلافات ملحوظة حتى بعد تنحية تأثير عمر الأم.

وخلص الباحثون إلى أن "هذه النتائج الأولية تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من شهرين تحمي من الألم المزمن بعد الولادة القيصرية، مع زيادة ثلاثة أضعاف من خطر الألم المزمن إذا كانت الرضاعة لأقل من شهرين،ويعتبر هذا سبب وجيه آخر لتشجيع النساء على الرضاعة الطبيعية  ".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى