العلاج بالخلايا الجذعية يترك مريضًا بفيروس نقص المناعة البشرية معافى تمامًا

قد يكون تحرير الجينات باب الأمل الجديد لعلاج مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، بعد أن شفي رجل بريطاني من المرض عن طريق العلاج بالخلايا الجذعية المتحولة.

ففي عام 2016، تلقى رجل بريطاني خلايا جذعية من متبرع يمتلك مناعة طبيعية ضد فيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى هامر سميث، وأعلن الأطباء منذ أيام عن خلوه من المرض لمدة 18 شهرًا.

العلاج بالخلايا الجذعية
العلاج بالخلايا الجذعية يترك مريضًا بفيروس نقص المناعة البشرية معافى تمامًا

وتنشأ المناعة الطبيعية نتيجة حدوث طفرة جينية تحول دون نمو جزء خارجي من خلايا الدم البيضاء يرتبط به الفيروس.

لكن زرع الخلايا الجذعية بين الأفراد أمر خطير، إذ يتطلب الأمر خضوع المرضى للعلاج الكيماوي لتثبيط جهاز المناعة لديهم أولاً.

كما أن الحاملين للطفرة يندر وجودهم أيضًا، لذلك يرغب المتخصصون في تطوير العلاج الجيني لإدخال البديل الواقي من جين CCR5.

يقول الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور رافيندرا جوبتا من جامعة كامبريدج: "من خلال مواصلة أبحاثنا، سنفهم ما إذا كان بمقدورنا التخلص من هذا المستقبل (الخاص بخلايا الدم البيضاء) لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، الأمر الذي قد يكون ممكنًا من خلال العلاج الجيني".

ويأتي هذا التقدم بعد عشر سنوات من شفاء المريض الأول بفيروس نقص المناعة، والذي عُرف باسم "مريض برلين".

وقد خضع ذلك المريض أيضًا لعملية زرع الخلايا الجذعية، إلا أن محاولات تكرار علاجه مع آخرين فشلت جميعها حتى الآن.

وأضاف جوبتا: "الطريقة الوحيدة لعلاج فيروس نقص المناعة هي الأدوية التي تكبح الفيروس، والتي تستخدم طيلة حياة المرضى."

"من خلال تحقيق الشفاء في مريض ثانِ، أظهرنا أن مريض برلين لم يكن شذوذًا، وأنه نهج العلاج كان سبب القضاء على الفيروس في هذين الشخصين".

العلاج بالخلايا الجذعية ومرضى فيروس نقص المناعة

يستخدم العلاج الجيني الجديد نوعًا من المقصات الجزيئية لتغيير جين CCR5 العادي واستبداله بالنسخة المعدلة، وفقًا للبحث الذي نشر في دورية Nature.

وفي العام الماضي، صدم عالم صيني العالم بتحرير أجنة طفلين جينيًا للحصول على نفس الجين المعدل وحماية الأجنة من فيروس نقص المناعة البشرية.

وعلى الرغم من إدانته عالمياً، إلا أنه أثبت أن مثل هذه العلاجات ممكنة.

يقول إدواردو أولافاريا أحد باحثي الدراسة: "المريض في حالة جيدة ويعيش حياة طبيعية."

"من السابق لأوانه أن نؤكد شفاء المريض تمامًا، إلا أن النجاح الواضح لعملية زرع الخلايا الجذعية يقدم الأمل في البحث عن علاج طال انتظاره لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز" .

"قد يكون استخدام تقنية كريسبر أمرًا محتملاً على الرغم من عدم وجود تجارب حتى الآن لأن التكنولوجيا ليست جاهزة بعد."

ويؤكد الباحثون أن هذه النهج الدقيق لن يكون متاحًا لجميع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية.

ومع ذلك، فإن هذا العمل لديه القدرة على تحفيز البحث في اتجاه إيجاد علاجات أكثر قابلية للتطبيق بشكل عام.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى