دراسة: ربع حيوانات التجارب أصيبت بسرطان الرئة بعد تعريضها لدخان السجائر الإلكترونية لمدة عام !

أفادت دراسة جديدة أن حوالي 25% من حيوانات التجارب قد أصيبت بسرطان الرئة بعد تعريضها لدخان السجائر الإلكترونية المُشبع بالنيكوتين لمدة عام كامل.

وأكدت الدراسة أن الأبخرة الناتجة عن التدخين الإلكتروني يمكنها أن تُسبب السرطان؛ على الأقل في الحيوانات.

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون التدخين الإلكتروني بمثابة "البديل الآمن" لتدخين التبغ، إلا أن الدلائل على اقترانه بالسرطان تتزايد.

تعريضها لدخان السجائر الإلكترونية
دراسة: ربع حيوانات التجارب أصيبت بسرطان الرئة بعد تعريضها لدخان السجائر الإلكترونية لمدة عام !

لقد ظهرت السجائر الإلكترونية_لأول مرة_في الأسواق منذ 10 سنوات، وقد ارتبطت حينها بحوالي 20 حالة وفاة والعديد من الأمراض المحتملة.

ولكن من السابق لأوانه الجزم بأن التدخين الإلكتروني يؤدي إلى إصابة البشر بأورام سرطانية.

خلال التجارب، تم تعريض 40 فأرًا لجرعات مكثفة من دخان السجائر الإلكترونية المشبع بالنيكوتين، بينما عُرِض 20 فأرًا آخرين للدخان الخالي من النيكوتين.

ووجد الباحثون_من جامعة نيويورك_أن 9 من فئران المجموعة الأولى قد أصيبت بالسرطان، بينما لم تُصب أيًا من فئران المجموعة الثانية.

وهو ما يُرجح بقوة أن النيكوتين نفسه هو المادة المُحفزة لظهور الخلايا السرطانية ونموها.

إن التدخين الإلكتروني منتشر بكثرة بين أوساط الشباب، ولكننا لا نعلم_حتى الآن_ما هي توابعه الضارة على المدى البعيد.

ومن الواضح أن السوائل التي يتم تسخينها بواسطة السجائر الإلكترونية تُنتج أبخرة سامة للأنسجة الرئوية، ولكن العلماء مازالوا يبحثون حول آلية حدوث ذلك.

لقد بدأ الدكتور مون شونج تانغ_من جامعة نيويورك_بالفعل في دراسة تأثير هذه الأبخرة على الخلايا، واحتمالية تحولها إلى خلايا سرطانية.

وتوصل في عام 2018 إلى أن بخار السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الحمض النووي_وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث السرطان_في عينات من الأنسجة بداخل المعمل.

وللتأكد من النتائج، تم تعريض الفئران لمستويات عالية جدا من هذه الأبخرة، ولمدة 54 أسبوعًا متواصلًا.

وقد كانت الفئران معرضة بالكامل لتلك الأبخرة، لكي يتسنى معرفة تأثيرها على جميع أجزاء الجسد.

لقد تركزت معظم التحذيرات الطبية من التدخين حول خطورة التبغ ونواتج احتراقه من حيث زيادة احتماليات الإصابة بالسرطان.

وهو ما أوهم الكثيرين بأن السجائر الإلكترونية آمنة تمامًا لخلوها من التبغ وما ينتج عن احتراقه من مواد مسرطنة.

ولكن نتائج الدراسة الحالية_التي نُشرت في مجلة PNAS_تُشير إلى أن أبخرة السجائر الإلكترونية المشبعة بالنيكوتين قد تكون مسرطنة أيضًا.

فهي تٌحدث تغيرات وطفرات خطيرة في الحمض النووي للخلايا السليمة، مما يُحفزها بدرجة كبيرة لتكوين الخلايا السرطانية.

وما يؤكد ذلك هو عدم إصابة أي من فئران التجارب بالسرطان عنما تم تعريضهم للأبخرة الخالية بالنيكوتين.

يقول الدكتور هيربرت ليبور_الباحث بجامعة نيويورك: : "ستكون خطوتنا التالية هي زيادة عدد الفئران التي تشملها التجارب".

"ينبغي أيضًا دراسة التغيرات الخلوية لتلك الفئران بكل دقة كلما عُرضت لجرعات أعلى من الأبخرة النيكوتينية، ومعرفة الجرعة الحرجة من النيكوتين التي تبدأ عندها تلك التغيرات في الظهور".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى