دراسة: مضادات الاكتئاب ترتبط بارتفاع كبير في معدل الوفاة

أكدت نتائج جديدة أعلنها فريق بحثي في جامعة ماكماستر، أن هناك ارتباطا كبيرا بين استخدام أدوية مضادات الاكتئاب الأكثر وصفاً من قبل الأطباء، وزيادة خطر الموت، وذلك في بحث نشرت نتائجه في مجلة Psychotherapy and Psychosomatics.

دراسة مضادات الاكتئاب ترتبط بارتفاع كبير في معدل الوفاة

ومن المعروف علميا و على نطاق واسع أن السيروتونين (serotonin) في الدماغ يؤثر على الحالة المزاجية، وأن العلاج الأكثر استخداما من مضادات للاكتئاب يعتمد في عمله على منع امتصاص السيروتونين من الخلايا العصبية.
و لكن ليس من المعروف للجميع أن جميع الأجهزة الرئيسية في الجسم -كالقلب والكلى والرئتين والكبد- تستخدم السيروتونين المتواجد بمجرى الدم.

وبالتالي فإن مضادات الاكتئاب تعمل على منع امتصاص السيروتونين بواسطة أجهزة الجسم المختلفة مثلما تقوم بمنعه أيضا في المخ، ويحذر الباحثون من أن مضادات الاكتئاب يمكنها أن تزيد من خطر الموت عن طريق منع أجهزة متعددة من العمل بشكل صحيح.

واستعرض الباحثون الدراسات التي شملت مئات الآلاف من البشر، ووجدوا أن مستخدمي مضادات الاكتئاب يرتفع لديهم معدل الوفيات بنسبة 33٪  وذلك مقارنة بغير المستخدمين.
كما أنهم أكثر عرضة بنسبة 14٪ للحوادث القلبية الوعائية المفاجئة، مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

يقول بول أندروز -الأستاذ المساعد في جامعة ماكماستر و قائد فريق البحث-: "نحن قلقون جدا من هذه النتائج، فالأطباء يقترحون عدم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب دون فهم آلية عملها بداخل الجسم بدقة".

وتعتبر مضادات الاكتئاب من الأدوية الأكثر شيوعا، حيث يتعاطاها شخص واحد من بين كل ثمانية أمريكيين بالغين، كما أنه كثيرا ما يصفها أطباء الأسرة دون تشخيص رسمي للاكتئاب، على افتراض أنها آمنة.
وبما أن الاكتئاب في حد ذاته يمكن أن يكون مميتا، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يتزايد عندهم خطر الانتحار والسكتة الدماغية والنوبات القلبية، و ذلك هو ما دفع العديد من الأطباء إلى الاعتقاد بأن مضادات الاكتئاب يمكنها أن تنقذ الأرواح من خلال تقليل أعراض الاكتئاب.

تقول الباحثة المشاركة مارتا ماسليج: "إن نتائجنا مهمة لأنها تضعف الافتراض بأن أدوية الاكتئاب تلك آمنة تماما، وأعتقد أن الناس سيكونون أقل استعدادا بكثير لتناول هذه الأدوية إذا كانوا على علم بتأثيرها خارج الدماغ، وأن هذا التأثير يؤدي إلى زيادة خطر الموت ".

ويقول بينوا مولسانت، الطبيب النفسي في جامعة تورنتو والذي شارك أيضا في الدراسة: "إن النتائج تشير إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول كيفية عمل مضادات الاكتئاب، فأنا أصف مضادات الاكتئاب على الرغم من أنني لا أعرف ما إذا كان ضررها أكثر من فائدتها على المدى الطويل، وأنا أخشى من أن يكون هذا هو الحال في بعض المرضى" .

ومن المثير للاهتمام أن الأخبار عن مضادات الاكتئاب ليست كلها سيئة، حيث وجد الباحثون أن مضادات الاكتئاب ليست ضارة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب والسكري. وهذا أمر منطقي لأن مضادات الاكتئاب تلك لها تأثير في زيادة سيولة الدم، وهو أمر مفيد في علاج مثل هذه الاضطرابات.
و لكن لسوء الحظ، فإن زيادة مضادات الاكتئاب لسيولة الدم تعني أنها بالنسبة لمعظم الأصحاء _فيما يخص القلب والأوعية الدموية_ أكثر ضررا.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى