عكس الشائع.. الأطعمة المالحة تقلل العطش لكنها تزيد الجوع

فى دراسة هى الأولى من نوعها كشف باحثون ألمان أن الأغذية المملحة - بخلاف ما هو معتقد - تقلل الشعور بالعطش، لكنها تزيد من الشعور بالجوع، وذلك بسبب ارتفاع الحاجة إلى الطاقة لتمثيل هذه الأغذية الغنية بالأملاح.

عكس الشائع.. الأطعمة المالحة تقلل العطش لكنها تزيد الجوع

فقد كشفت الأبحاث، التى نُشرت فى العدد الأخير من مجلة "الأبحاث السريرية"، عن أمرين مختلفين هما ترسب الأملاح فى البول، وعودة الماء مرة أخرى إلى الكلى والجسم.

ويوضح الباحث فريدريش سى لوفت، أحد الباحثين المشاركين فى تطوير الأبحاث فى "مركز دلبروك للطب الجزيئى" فى ألمانيا، احتواء الملح على مركب يعرف باسم "سموليت"، وهو مركب مهم جدا يعمل على ربط الماء ويساعد على تنقله في الجسم لتتمثل مهمته فى الحفاظ على الماء عندما تتخلص أجسامنا من الملح.. مشيرا إلى أن جسم الإنسان يلجأ إلى هذا المركب للحافظ على الماء الذى يحتاج له بعد التخلص من الملح.

وفى محاولة لتقييم النتائج المتوصل إليها، قامت مجموعة دولية من العلماء بمحاكاة الظروف المعيشية على سطح كوكب المريخ، ليتوصلوا إلى أن رواد الفضاء الذين يأكلون المزيد من الملح تحتفظ أجسامهم بالمزيد من الماء، لكنهم لم يعانوا من الشعور بالعطش، بل احتاجوا للمزيد من الطاقة والطعام.

وقد تم تقسيم المشاركين فى الدراسة إلى مجموعتين من 10 متطوعين من الذكور ظلوا على متن سفينة فضاء وهمية لمحاكاة رحلة فضاء إلى المريخ، ليتم فحصهم لمدة 105 أيام، ليتم إرسال المجموعة الثانية من المتطوعين فى رحلة فضائية وهمية لنحو 205 أيام.

وأوضح العلماء أن لدى كلتا المجموعتين وجبات غذائية متماثلة ليتم إعطائهم بعد ذلك ثلاثة مستويات مختلفة من الملح فى طعامهم، وقد أكدت النتائج المتوصل إليها، أن تناول المزيد من الملح، أدى إلى ارتفاع محتوى الملح فى البول إلا أن المفاجأة عدم ترسب الملح فى الكلى.

وفى واقع الأمر قامت الأغذية المالحة المتناولة فى دفع المشاركين فى الدراسة إلى شرب مياة أقل، ليقوم الملح بدوره إلى إثارة آلية حفظ الماء في الكلى.

المصدر: اليوم السابع – ScienceDaily - Journal of Clinical Investigation

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى