بعد 20 عامًا من الدراسة...كيدارسيدين kedarcidin أول مضاد حيوي ضد السرطان

بعد 20 عامًا من البحث الدؤوب، تمكن العلماء من فك الكود الكيميائي لمضاد حيوي معقد بدرجة كبيرة، والمعروف بفعاليته الكبيرة ضد خلايا السرطان وكذلك البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وقاموا بإعادة إنتاجه صناعياً في المختبر، ليعد بذلك أول مضاد حيوي ضد السرطان.

وقد يؤسس هذا الإنجاز الكبير والفريد لعصر جديد في تصميم وإنتاج مضادات حيوية وأدوية جديدة مضادة للسرطان.

أول مضاد حيوي ضد السرطان
بعد 20 عامًا من الدراسة...كيدارسيدين kedarcidin أول مضاد حيوي ضد السرطان

تم اكتشاف "كيدارسيدين kedarcidin" في شكله الطبيعي من قبل شركة أدوية عندما استخرجته من عينة من التربة في الهند منذ ما يقرب من 30 عامًا.

وتعد التربة هي المصدر الطبيعي لجميع المضادات الحيوية التي نشأت منذ الأربعينيات من القرن العشرين.

ولكن من أجل تطوير هذه المواد كعلاجات دوائية، يجب إنتاجها عن طريق التخليق الكيميائي.

كيدارسيدين kedarcidin أول مضاد حيوي ضد السرطان

على عكس العديد من المضادات الحيوية الأخرى التي تركز فقط على قتل البكتيريا، فإن كيدارسيدن قادر أيضًا على إيذاء الخلايا السرطانية ولديه خصائص كعلاج فعال للسرطان.

ويمتلك الكيدارسيدين نشاطًا بيولوجيًا مذهلًا، إذ يعمل عن طريق التسبب في تلف الحمض النووي لهدفه، لكنه معقد التركيب.

لقد كانت هذه المادة موضوع بحث مستفيض من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم، ولكن بسبب بنيته المعقدة لم يتمكنوا من إعادة إنتاجه في شكله الكامل بدقة حتى الآن.

والآن، أصبح الدكتور مارتن لير_جامعة لينكولن بالمملكة المتحدة_والبرفيسور ماساهيرو هيراما_جامعة توهوكو باليابان_أول الباحثين الذين تمكنوا من تخليق الكيدارسيدين معمليًا، وقد قاموا بنشر نتائج بحثهم في دورية Antibiotics التابعة لناتشر.

يقول الدكتور مارتن لير: "بعد اكتشافه في التربة، استغرق الأمر 10 سنوات لتحديد التركيب الجزيئي للكيدارسيدن".

"في عام 1997، بدأت رحلة طويلة من تصنيع الكيدارسيدان مع البروفيسور هيراما، كللت بالنجاح بعد حوالي 20 سنة".

"لقد كشفت هذه الرحلة الاستثنائية عن آليات جديدة واعدة لمحاربة السرطان ومكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتحدت حدود الكيمياء والبيولوجيا".

"والآن يمكننا استخدام هذه المعرفة الجديدة لتطوير الجيل التالي من المضادات الحيوية والعوامل المضادة للسرطان ".

وقد توقع العلماء أنه بحلول عام 2050 سيتعرض 10 ملايين شخص إضافي للعدوى المقاومة للأدوية كل عام.

لذلك، فإن تطوير مضادات حيوية جديدة يمكن استخدامها كملاذ أخير عندما تفقد الأدوية الأخرى فعاليتها يعد مجالًا حاسمًا في دراسة الباحثين في مجال الرعاية الصحية حول العالم.

وتمثل هذه الدراسة الجديدة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف النهائي.

ويمتلك الكيدارسيدين خصائص مضادة للسرطان تجعله أيضًا موضوعًا رائعًا للعلماء الذين يستكشفون طرقًا جديدة لمعالجة الأورام السرطانية العدوانية.

والآن، بعد أن أصبح من الممكن إعادة تخليق المادة بشكل صناعي، سيتمكن الباحثون من الحصول على نظرة أكثر عمقًا على الآليات التي تجعلها فعالة للغاية ضد سرطان الدم وسرطان الجلد على سبيل المثال.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى