دراسة: حظر ضرب الأطفال يُقلل من انتشار العنف في المجتمع

أكدت دراسة عالمية أن حظر ضرب الأطفال في العديد من الدول قد أدى لانخفاض معدلات العنف بين شبابها بنسبة 70%.

حظر ضرب الأطفال
دراسة: حظر ضرب الأطفال يُقلل من انتشار العنف في المجتمع

قام الباحثون بدراسة الإحصائيات من 88 دولة لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة بين استخدام الوالدين للقوة ضد الأطفال وانتشار العنف بين الشباب.

وقد توصل فريق الأكاديميين _من جامعة ماكجيل في كندا_ إلى أن الدول التي فرضت حظراً تاماً على الضرب في المنزل والمدرسة شهدت انخفاضاً للعنف بين الشباب تحت سن 18 عاما بنسبة 69%.

حظر ضرب الأطفال يُقلل من انتشار العنف في المجتمع

وفي المتوسط، فقد انخفضت معدلات الشجار بين الأولاد بنسبة الثلثين، بينما انخفضت في الفتيات بنسبة تخطت الـ40%.

أما في البلدان ذات الحظر الجزئي مثل بريطانيا_حيث يتم حظر ضرب الأطفال في المدارس فقط_ انخفض العنف الجسدي بين الفتيات بنسبة 56%، ولكنه لم يؤثر على الذكور.

وتأتي هذه النتائج بالمقارنة مع دول لا تمتلك تشريعات خاصة بحظر ضرب الأطفال؛ حيث ظلت معدلات العنف بين الشباب مرتفعة.

يقول الدكتور فرانك إلجار_الباحث الرئيسي في التقرير لـSun Online-: "فيما يتعلق بنسب انتشار العنف بين الأولاد فقد تم تقديرها كالتالي: 12.11% (بدون حظر للضرب)، 10.15% (حظر جزئي)، 8.37% (حظر كامل)".

"أما في الفتيات فقد اختلفت تلك النسب على النحو التالي: 4.43% (بدون حظر) ، 3.31% (حظر جزئي)، 2.55% (حظر كامل)".

"إذا أردنا التعبير عن التغير في معدلات العنف كنسبة مئوية فسنجد أنها انخفضت في الأولاد بنسبة 31%، والفتيات بنسبة 42%".

ويشير إلجار إلى أن هذه النتائج قد تكون مربكة بعض الشيء.

حيث أننا نتحدث عن الارتباط بين حظر ضرب الأطفال وانخفاض العنف، وليس التأثير المباشر بينهما.

وقد خلص الباحثون إلى أن استخدام العقوبة البدنية المتكررة يمكنه أن "يعزز الأفكار والعواطف والأفعال العدوانية لدى الأطفال".

وتدعم تلك النتائج_المنشورة في مجلة "BMJ Open"_الفرضية القائلة بأن المجتمعات التي تحظر استخدام العقاب البدني لديها معدلات أقل من العنف.

كما توضح النتائج أن عدداً متزايداً من البلدان قامت بحظر العقاب الجسدي كوسيلة لتأديب الأطفال، وهذه خطوة مهمة ينبغي تشجيعها.

وقد رحبت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في المملكة المتحدة بالتقرير.

تقول ألانا ريان -كبيرة مسؤولي الشؤون العامة في الجمعية: "يسلط هذا البحث الكبير الضوء على أن الدول التي تحظر العقاب الجسدي للأطفال عادة ما تتدنى مستويات عنف الشباب بها".

"وهذا يشير إلى أن الحظر لا يحمي الأطفال من عنف البالغين فقط، بل يحميهم أيضًا من أقرانهم".

"لا ينبغي أن يكون للتأديب البدني مكان في المجتمع، ويجب أن يُحذف السماح بما يُسمى بـ"العقوبة المعقولة" من القانون".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى