دراسة: اكتشاف طريقة جديدة لعلاج التسمم بالمعادن الثقيلة الناجم عن الغرسات الطبية

توصل الباحثون من جامعة كونيتيكت للطب وجامعة كارنيجي ميلون إلى طريقة لحماية الأشخاص الذين يستخدمون الغرسات المستخدمة في جراحة استبدال المفاصل من سمية الكوبالت. فقد تم التوصل إلى مادة تستخدم لعلاج التسمم بالمعادن الثقيلة.

التسمم بالمعادن الثقيلة

التسمم بالمعادن الثقيلة
التسمم بالمعادن الثقيلة

هناك أكثر من 2.9 مليون عملية استبدال مفصل سنويًا على مستوى العالم. والغالبية العظمى منها تتم في المفصل الوركي أو الركبة. تستخدم سبائك الكوبالت مثل سبائك الكوبالت-الكروم-الموليبدينوم على نطاق واسع بسبب قوتها ومتانتها. إلا أن المشكلة تكمن في أن تراكم الكوبالت أو غيره من المعادن الأخرى في أنسجة الجسم بمستويات عالية يسبب التسمم بالمعادن الثقيلة.
بالإضافة إلى أنه بعد مرور عدة سنوات على الاستخدام وتآكل الغرسات، يمكن أن تتراكم جزيئات المعدن في المنطقة المحيطة بالمفصل. ما يسبب الألم والالتهاب وتغير لون الجلد إلى اللون الداكن. يطلق على هذا النوع من التهيج الموضعي للمعادن التسمم بالمعادن الثقيلة. حتى إن بقي المعدن محصورًا في المكان، يمكن أن يتسبب في تدهور العظم بالإضافة إلى الألم.

يبدو أن إزالة الغرسة هو الحل الأمثل، ولكن جراحة استبدال المفصل التصحيحية تكون جراحة تدخلية ولها مخاطرها. والعلاج التقليدي بالاستخلاب، الذي يتم فيه ربط الدواء بالمعادن الثقيلة ويسمح للجسم بإخراجها، يواجه صعوبة في اختراق المفاصل والأنسجة المحيطة بها.

اقرأ أيضًا: اكتشاف عقار جديد يحقق نتائج واعدة في علاج مرضى سرطان الدم المتكرر

خطوات ونتائج الدراسة

الآن، أبلغ الباحثون في مختبر لورينسين في جامعة كونيتيكت للصحة وستيفاني سيدليك في جامعة كارنيجي ميلون في العدد المنشور في 30 أكتوبر من مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences أن حقن مادة مصنوعة من مخلب تقليدي مع جزيء موجود طبيعيًا في السائل المحيط بالمفاصل يمثل علاجًا فعالًا وأقل تداخلاً لمنع التسمم الناتج عن الكوبالت. استخدم الباحثون مركبًا يسمى British anti-Lewisite، وهو علاج ثم استخدامه أثناء فترة الحرب العالمية الثانية. من أجل مساعدة الجنود الذين تعرضوا للتسمم باللويزيت المحتوي على الزرنيخ.

قاموا بربط مركب BAL بالحمض الهيالورونيك، وهو جزيء يوجد بشكل شائع في السوائل التي تساعد في تليين المفاصل. تم حقن المادة في مفاصل الورك للجرذان التي كانت تعاني من تسمم الكوبالت.

في غضون ساعات قليلة، نجح مركب BAL-hyaluronic acid بتحرير من كمية كبيرة من الكوبالت إلى الدم ومن ثم الكلى. بحيث يمكن للجرذان التخلص منه.

وبناءً على نجاح هذه العملية في التجارب على الجرذان، يأمل الباحثون في تطوير هذا العلاج للاستخدام على البشر في المستقبل.

يعد هذا البحث خطوة مهمة في علاجات التسمم بالمعادن الثقيلة الناجم عن الغرسات الطبية. إذ يوفر طريقة أقل تداخلاً وأكثر فعالية للتخلص من الكوبالت وتحسين حالة المرضى الذين يعانون من تسمم الكوبالت نتيجة للزرعات الطبية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى