لقاح اختياري يمكنه حماية النساء حتى في حالة عدم تلقيه

لقد مر أكثر من عقد من الزمن على إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في الولايات المتحدة، وهو لقاح اختياري يقدم نموذجًا لما يعرف باسم مناعة القطيع.

لقاح اختياري
لقاح اختياري يمكنه حماية النساء حتى في حالة عدم تلقيه

إذ لا يقتصر دور اللقاح على تقليل مخاطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان بين متلقي التطعيم فقط، بل يبدو أنه يحمي النساء اللاتي لم يتلقين اللقاح.

خطر فيروس الورم الحليمي البشري

يعد فيروس الورم الحليمي البشري أحد أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسياً في العالم.

حيث يقدر أن حوالي 80% من النساء_في أمريكا وحدها_قد أصبن بشكل من أشكال فيروس الورم الحليمي البشري بحلول عامهن الخمسين.

وفي حين أن معظم الإصابات تكون بسيطة، إلا أنها في بعض الأحيان يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة.

وتتراوح هذه المشاكل من الثآليل التناسلية إلى سرطان عنق الرحم.

ومن بين جميع سرطانات عنق الرحم التي يتم تشخيصها في الولايات المتحدة كل عام، يعتقد أن هناك ما لا يقل عن 91٪ منها ناتج عن العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري.

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ... لقاح اختياري يقدم مناعة القطيع

وبفحص معدلات العدوى بين النساء اللاتي تلقين أو لم يتلقين لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، كشفت دراسة جديدة _نشرت في دورية Pediatrics_ أن اللقاح يقدم خدمة رائعة للصحة العامة.

فبعد متابعة ما يقرب من 1600 امرأة أمريكية شابة تتراوح أعمارهن بين 13 و26 سنة، لتحديد معدلات الإصابة بعدد من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري المرتبطة بالسرطانات، والتي بدأت بعد ظهور أول لقاح للفيروس في عام 2006_ جاءت النتائج بالضبط كما يأمل خبراء الصحة العامة.

ففي السنوات الإحدى عشرة بعد إدخال اللقاح، ارتفعت معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي من صفر إلى 84.3%.

والأكثر من ذلك، من بين العدد الهائل اللواتي تلقين اللقاح، انخفضت معدلات حدوث العدوى من 35% لـ6.7%_بانخفاض قدره نحو 80%.

بالإضافة لذلك، عندما يتم تطعيم نسبة عالية من السكان، لا يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر بسهولة.

وفي نهاية المطاف، يمنح هذا طبقة إضافية من الحماية للجمهور، تعرف علميًا باسم مناعة القطيع.

وفي الولايات المتحدة، هذا ما فعله لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بالضبط.

فمن بين الشابات اللاتي لم يتلقين اللقاح، لاحظ الباحثون انخفاض معدلات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري من 32.4٪ إلى 19.4٪.

وفي حين أن الأخبار تشكل سببًا للفرح، فلا ينبغي لأي من هذا أن يجعلنا نشعر بالرضا.

فحماية القطيع لا تعمل إلا عندما يتعاون الجميع، لذلك فلا يزال تلقي اللقاح هو أفضل طريقة للوقاية من العدوى.

ولذا يوصي خبراء الصحة العامة بتحصين جميع الفتيات والفتيان ابتداء من سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى