هل يؤثر فيروس كورونا المُستجد على الجهاز العصبي؟

أوضحت دراسة حديثة قام بها باحثو جامعة كينت البريطانية أن فيروس كورونا المُستجد قد يؤثر بشدة على الجهاز العصبي؛ حيث تم تسجيل حدوث الأعراض العصبية لدى أكثر من ثلث المصابين به.

فيروس كورونا المُستجد
هل يؤثر فيروس كورونا المُستجد على الجهاز العصبي؟

وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الفيروس مُصنف أساسًا على أنه يُصيب الجهاز التنفسي؛ إلا أن العديد من الأجهزة الحيوية بالجسم تتأثر سلبًا عند حدوث العدوى.

فالفيروس يُسبب أعراضَا حادة بالجهاز الهضمي (كالغثيان والقيء والإسهال الشديد) بالإضافة إلى كونه يُسبب العدوى التنفسية (الحمى وأوجاع الجسم والتهاب الحلق والسعال).

ولكن يبدو أن أعراض الجهاز العصبي سوف تُضاف إلى تلك القائمة من الأعراض المرضية.

فقد أبلغت العديد من التقارير الطبية الخاصة ببعض المرضى أن حدوث العدوى بفيروس كورونا قد أدى إلى ظهور متلازمة جيلان-باريه العصبية (Guillain–Barré syndrome).

ومتلازمة جيلان-باريه هي اضطراب عصبي ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي ذاتيًا لخلايا الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى ضعف الأعصاب وضمور العضلات وقد ينتهي المطاف بحدوث الشلل.

بينما أبلغت تقارير أخرى عن إصابة بعض المرضى الأصحاء من الشباب بالتهاب الدماغ الحاد (encephalitis)، وربما يتطور الأمر إلى حدوث السكتة الدماغية.

وقد ذكرت دراسات موسعة من الصين وفرنسا أن نسبة المصابين بفيروس كورونا الذيم يُعانون من أعراض عصبية تصل إلى 36%؛ أي أكثر من الثلث.

وأكدت تلك الدراسات أن الأعراض تتراوح ما بين البسيطة (الصداع أو الدوخة) أو القوية (كفقدان الشم والتذوق، وضعف العضلات، ونوبات من الهلوسة والتشنجات).

وقد أوضح باحثو جامعة كينت أن المرضى الذين يُعانون من أعراض تنفسية حادة تشتد لديهم حدة الأعراض العصبية، وأن 46-84% منهم يعانون من اضطرابات بالوعي والحركة.

كما فسروا تلك الأعراض بأن الفيروس ربما يستثير الجهاز المناعي بقوة مما يؤدي إلى مهاجمة الخلايا العصبية للشخص المصاب عن طريق الخطأ؛

أو أنه يُسبب عدوى مباشرة للجهاز العصبي بعد عبوره للحاجز الدموي الدماغي؛ وذلك لأن الفيروس قد وٌجد بالفعل في خلايا الدماغ لدى بعض من توفوا من المرض.

ويعتقد الباحثون أن الفيروس يمكنه مهاجمة الخلايا العصبية لأن سطحها الخارجي يحتوي على مستقبلات (ACE2)، والتي تتشابه مع تلك الموجودة بالرئة.

وفي جميع الحالات، فإن عدوى فيروس كورونا المُستجد ترتبط بحدوث الأعراض العصبية بنسبة كبيرة.

للمزيد من معلومات عن فيروس كورونا المُستجد (COVID-19) طالع الموضوعات الآتية:

إليك عزيزي القارئ: كل ما تود معرفته عن فيروس كورونا المُستجد وكيفية التشخيص والوقاية (أسئلة وأجوبة)

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى