ضمادة الهيدروجيل الذكية: تقنية حيوية تتفاعل مع الجرح بدلًا من تغطيته فقط
تخيّل لو أن هناك ضمادة لا تكتفي فقط بتغطية الجرح، بل تفهم ما يحتاجه الجرح وتتصرف بناءً عليه. هذا ما نجح فيه علماء من سويسرا، حيث أنهم ابتكروا ضمادة الهيدروجيل الذكية التي قد تحدث نقلة نوعية في طريقة علاج الجروح المزمنة.
ضمادة الهيدروجيل الذكية
تعد الجروح المزمنة مثل التي تظهر في حالات مرضى السكري أو اضطرابات الدورة الدموية، أحد أبرز تحديات الرعاية الصحية عالميًا، لما تسببه من انغلاق غير مكتمل للأنسجة. خصوصًا عند تفاقم الاستجابة الالتهابية التي تمنع التئام الجروح، فلا تلتئم بسرعة. إنما تبقى مفتوحة لفترة طويلة بسبب الالتهاب المزمن، ذلك بسبب مبالغة الجسم في رد فعله على الجرح.
ابتكر العلماء “هيدروجيل” وهو مادة تشبه الهُلام ( الجيلي)، لكنها ذكية، حيث يتم حقن هذه المادة في الجرح، وتعمل مثل إسفنجة صغيرة، وتقوم بما يلي:
- التقاط الإشارات الضارة التي تسبب الالتهاب.
- إطلاق مواد تساعد على شفاء الجرح وبناء أنسجة جديدة.
قد يهمك: أول عملية زراعة قلب روبوتية بالكامل دون فتح الصدر: ثورة في جراحة القلب
آلية العمل
الهيدروجيل عبارة عن حبيبات دقيقة تُكوّن إطارًا إسفنجيًا يُحقن في الجرح. يعلّق على سطح هذه الحبيبات “ligands” تختار الالتهابات الزائدة دون المساس بالإشارات المفيدة. التفكير مستوحى من الكائنات الحية، التي تعتمد على نظام نقل فعّال لمراقبة الجروح.
اقرأ أيضًا: تحذير طبي: اكتشاف بكتيريا قادرة على التهام البلاستيك تهدد سلامة المرضى
فوائد ضمادة الهيدروجيل الذكية
- شفاء أسرع للجروح المزمنة.
- ألم أقل واحتمال أقل للعدوى.
- تقليل الحاجة إلى استخدام مضادات حيوية قوية أو عمليات جراحية.
- وبدلًا من استخدام أدوية تعالج الأعراض فقط، هذه التقنية تعالج السبب الأساسي: الالتهاب المفرط
ابتكار hydrogel الحبيبات الموجهة يمثّل خطوة ثورية في رعاية الجروح؛ فهو لا يعالج الأعراض فقط، بل يوجه الجروح خارج حالة الالتهاب المزمن نحو عمليات تجديد نشطة. واستلهامًا من الطبيعة، يمزج هذا الحل بسلاسة بين التقاط الإشارات الضارة وإطلاق عوامل شفاء متجددة.
