دراسة: علاقة وثيقة بين الإجهاد والقولون العصبي

أظهرت الدراسات السريرية أن هناك علاقة وثيقة بين الإجهاد والقولون العصبي؛ إذ أشارت الأبحاث أن القولون العصبي ما هو إلا نتاج توتر أو ضغط عصبي يصاحبه توتر حركة الأمعاء بصورة ملحوظة.

نستعرض لكم في هذا المقال كل ما يتعلق حول القولون العصبي، وما مدى تأثير الإجهاد والتوتر النفسي على حركة الأمعاء.

القولون العصبي

القولون العصبي أو متلازمة القولون العصبي أو القولون التشنجي (Irritable  Bowel Syndrome) هو حالة صحية تتمثل في وجود اضطراب بالأمعاء الغليظة ينتج عنه ظهور أعراض معوية تحدث غالبًا معًا.

الجدير بالذكر أن القولون العصبي شائع الحدوث لدى النّساء مُقارنة بالرجال، وغالباً يزداد حدة في فترة الدورة الشهرية ومن الممكن في أثناء فترة الحمل

أعراض القولون العصبي 

يتضمن القولون العصبي أعراضًا تختلف في ظهورها وحدتها من مريض لآخر وأكثرها شيوعًا يمكن ذكره فيما يلي: 

  • آلام وتقلصات بالبطن. 
  • انتفاخ وغازات زائدة عن الطبيعي، وعادةً ما تزول كليًا أو جزئيًا بعد عملية الإخراج.
  • الإسهال أو الإمساك، وبعض الأحيان يحدث تناوب بينهما.
  • مخاطًا في البراز.

 أوقاتًا يعاني معظم المصابين بالقولون العصبي من تزايد الأعراض سوءًا، وأوقاتًا تقل فيها الأعراض. 

أعراض القولون العصبي غير الشائعة والتي تتطلب تدخُل طبي

يجدر بالذكر أن القولون العصبي مرض وظيفي ينتج عن حركة الأمعاء غير المتجانسة، ويشتمل على أعراض خفيفة نسبيًا كما ذكرت سابقًا مُقارنة بأخرى تحتاج تدخلًا طبيًا سريعًا.

إذ إن الطبيب يمكنه تشخيص حالة القولون العصبي من التاريخ المرضى للمريض وذكره ما يشعر به من أعراض، وقد يستخدم الطبيب وسيلة تنظير القولون لاستبعاد مرض كرون (Crohn’s Disease) أو سرطان القولون، وفيما يلي ذكر لأهم الأعراض التي تستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا:

  • فقدان الوزن المفاجئ. 
  • ظهور دم في البراز.
  • السلس البولي.
  • ألم وصعوبة في تفريغ المثانة.
  • الحمى.
  • التقيؤ المتكرر.

انواع القولون العصبي

ينقسم القولون العصبي إلى ثلاثة أنماط تبعًا لتغير حركة الأمعاء كما يلي:

  • نمط الإمساك الغالب، يصاحب المريض شعور بألم شديد بالبطن بعد تناول الطعام. 
  • نمط الإسهال الغالب، ويعاني المريض من إسهالًا متكررًا في الصباح أو عند تناول وجبة. 
  • نمط التناوب بين الإمساك والإسهال. 

أسباب القولون العصبي 

يعد السبب الرئيسي وراء القولون العصبي غير معروف، إذ إن الدراسات أشارت إلى عدة أمور وفيما يلي ذكر لها:

  • الجهاز المناعي، إذ إنه يتعامل الجسم مع البكتريا النافعة بالأمعاء على أنها جسم غريب؛ نتج عنه خلل بحركة الأمعاء. 
  • خلل بمستوى سيروتونين الأمعاء (ناقل عصبي). 
  • محفزات الإصابة بالقولون العصبي. 

محفزات الإصابة بالقولون العصبي

تتضمن محفزات القولون العصبي الآتي:

الطعام

يحفز تناول بعض الأطعمة زيادة الإمساك المرتبط بالقولون العصبي سوءًا، ومن هذه الأطعمة (بعض منتجات الألبان، والخبز الأبيض، والقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، والبروتين).

على الصعيد الآخر، بعض الأطعمة تزيد من حالة الإسهال المرتبطة بالقولون العصبي سوءًا، ومنها الأطعمة الغنية بالألياف، والأطعمة الدهنية، والقمح خاصة لمن يعانون من حساسية الغلوتين. 

الضغط النفسي

يلعب التوتر والقلق دورًا هامًا في زيادة أعراض القولون العصبي وتفاقمها. 

الأدوية

حيث بعض الأدوية يكون من آثارها الجانبية الإمساك أو الإسهال. 

الهرمونات

 يُسبب تغير الهرمونات اضطرابًا بحركة الأمعاء، ويجدر بالإشارة زيادة فرصة الإصابة بالقولون العصبي بفترة الدورة الشهرية.

علاج القولون العصبي 

 لا يوجد علاج يقضي تمامًا على متلازمة القولون العصبي، ولكن تكمن الآلية العلاجية في تخفيف حدة الأعراض، كإجراء بعض التغيرات بنمط الحياة والنظام الغذائي، وفيما يلي ذكر لها:

نظام الإقصاء الغذائي

يركز النظام على تجنب بعض الأطعمة لفترة طويلة من الوقت ومراقبة تحسن أعراض القولون العصبي، 

ولكل نوع من أنواع القولون العصبي نمط غذائي معين يمكن ذكره كما يلي:

 حالة الإصابة بنوع الإمساك الغالب المرتبط بالقولون العصبي

تجنب تناول الأطعمة الدسمة، والأطعمة الغنية بالبروتينات، وتناول أطعمة غنية بالألياف كالخضار والفواكه، والحبوب الكاملة، والمواد الدهنية كزيت الزيتون، والملينات الطبيعية كالبقوليات، وتناول كميات كبيرة من الماء.

في حالة الإصابة بنوع الإسهال الغالب المرتبط بالقولون العصبي

تجنب المبالغة في تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتناول كمية معتدلة من الأطعمة المساعدة في تنظيم حركة الأمعاء مثل (الكمثرى، والشوفان، والأرز البني، والفواكه المجففة).

  • ممارسة بعض التمارين الرياضية اليومية. 
  • التقليل من المنبهات كالشاي والقهوة. 
  • تناول (Probiotics) وهي بكتريا نافعة توجد بالأمعاء تقلل من الغازات والانتفاخ. 
  •  محاولة التقليل من الضغط النفسي، فيمكنك التحدث مع طبيب نفسي وطلب المساعدة. 

إذا لم تلاحظ تحسن في أثناء استخدام العلاجات المنزلية كتغير نمط الحياة والنظام الغذائي، يلجأ الطبيب لاستخدام أدوية تقلل من الأعراض خاصة عرض الإمساك والتشنجات العضلية بمنطقة البطن. 

تُرى هل يوجد علاقة بين القولون العصبي والإجهاد؟

يؤثر الإجهاد على الجهاز العصبي والذي بدوره يتحكم في حركة الجهاز الهضمي، إذ وجد أن الضغط النفسي ينتج عنه اضطرابًا بين المخ والجهاز الهضمي مما يترتب عليه فرط نشاط الأمعاء ومن ثم الإصابة بالإسهال.

ومن ناحية أخرى تقل إشارات الدماغ في بعض الأوقات وتكون سببًا في تباطأ حركة الأمعاء، ومن ثم الإصابة بالإمساك.

كذلك وجد أن الإجهاد يحفز إفراز العديد من الهرمونات بما في ذلك عامل إطلاق الكورتيكوتروبين (CRF) وهو هرمون مرتبط بالبكتيريا المفيدة بالأمعاء والمسئولة عن تحسين وتنظيم حركة الأمعاء.

كذلك وجد أن (CRF) يحفز أيضًا الجهاز المناعي والذي من الممكن إظهار رد فعل تحسسي تجاه بعض الأطعمة الصحية، كالحساسية من بعض منتجات الألبان، أو مادة الجلوتين في القمح.

ختامًا، يؤثر الإجهاد تأثير ملحوظ على القولون وحركة الأمعاء ولعل التأثير سلبي، يمكن من خلال اتباع بعض التعليمات العلاجية تقليل حدة التأثير.

اقرأ أيضًا

أنواع الإسهال | أهم الأسباب وطرق العلاج

كيف تتخلص من الإمساك؟ إليك 6 طرق طبيعية تساعدك على ذلك

بواسطة
د. ولاء إمام
المصدر
mayoclinicncbi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى