الخرف وتلوث الهواء... دراسة تربط بين الأخير وزيادة احتمالية الإصابة الخرف

توصلت دراسة كبيرة إلى وجود علاقة بين الخرف وتلوث الهواء. فالأخير يمكن أن يكون مسؤولاً عن 60000 حالة من الخرف في المملكة المتحدة وحدها.

حيث وجد العلماء أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الملوثة _بسبب حركة المرور والصناعة_ أكثر عرضة بنسبة 40% للإصابة بالخرف.

وقد كانوا قلقين بشكل خاص من غاز ثاني أكسيد النيتروجين والعادم الذي تطلقه سيارات الديزل القديمة.

الخرف وتلوث الهواء
الخرف وتلوث الهواء... دراسة تربط بين الأخير وزيادة احتمالية الإصابة الخرف

وتوفر نتائج هذه الدراسة أقوى دليل_حتى الآن_على أن الأدخنة السامة مرتبطة بمرض ألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.

ووفقًا للباحثين من كينجز كوليدج لندن وجامعة سانت جورج في لندن، فهناك حالة من كل 14 حالة من الخرف قد تكون بسبب تلوث الهواء.

ويعاني نحو 850000 شخص في المملكة المتحدة من الخرف، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد لمليون بحلول 2025 ومليونين بحلول 2050.

ويُعتقد أن المرض يرجع إلى حد كبير للعوامل الوراثية، جنبًا إلى جنب مع عوامل الخطر كالتدخين والبدانة وعدم ممارسة الرياضة.

الخرف وتلوث الهواء

لكن الدراسة الحالية تشير إلى أن تلوث الهواء يلعب أيضاً دوراً رئيسياً.

حيث يعتقد أن أكثر من 40000 شخص في المملكة المتحدة يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف العلماء أنهم عثروا على جزيئات صغيرة من السخام _ من نواتج الاحتراق غير الكامل للهيدروكربونات_ في أرحام النساء الحوامل، مما يشير إلى أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد في خطر أيضًا.

ويعتقد المؤلف الرئيسي للبحث الجديد_البروفيسور فرانك كيلي_ أن حوالي 7% من حالات الخرف يمكن أن تُعزى إلى تلوث الهواء.

وإذا تم تطبيق هذه النسبة على 850000 حالة في المملكة المتحدة، فهناك 60000 حالة يمكن منعها إذا تم القضاء على تلوث الهواء.

يقول البروفيسور كيلي: "هذه مشكلة خطيرة للغاية. فكلما نظرنا لجميع الأمراض المزمنة في المجتمع، كان تلوث الهواء أحد العوامل المتكررة".

"نحن لا نقول أن تلوث الهواء هو السبب الوحيد للخرف. ولكن من خلال معالجة تلوث الهواء، سيكون ذلك ذا فائدة كبيرة للأفراد والخدمة الصحية، وحتى لو تمثل ذلك في تأخير ظهور الخرف".

دراسة تأثير تلوث الهواء على معدلات الإصابة بالخرف

قام فريق البحث_الذي نشرت نتائجه في دورية BMJ_بتعقب 131000 شخص تتراوح أعمارهم بين 50 :79 يعيشون في لندن لمدة 7سنوات.

ومن خلال عنوانين المشاركين، نظر الباحثون في بيانات تلوث الهواء وقارنوها بسجلاتهم الصحية.

ووجدوا أن الأشخاص الذين يعيشون في أكثر المناطق تلوثًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف.

فأولئك الذين يعيشون في المناطق ذات أعلى نسبة 20% من انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، لديهم خطر أعلى بنسبة 40% للإصابة بالخرف.

فسيارات الديزل _خاصة الموديلات القديمة_ تنتج ثاني أكسيد نيتروجين أكثر بكثير من سيارات البنزين.

كما وجد العلماء أيضًا أن الأشخاص الذين تعرضون لأعلى نسبة_20%_للجسيمات المجهرية لاحتراق الكربون تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالخرف بنسبة 26%.

وتدخل الجزيئات المجهرية في تلوث الهواء داخل الرئتين مع هواء الشهيق، حيث تجد ممرًا لمجرى الدم.

ويعتقد العلماء أنها تسافر بعد ذلك إلى الدماغ حيث تحدث الالتهابات، وهي مشكلة قد تسبب الخرف.

وقد تم اعتماد سيارات الديزل منذ السبعينيات كخيار صديق للبيئة لأنها تبعث كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون.

ولكن في السنوات الأخيرة، أدرك العلماء أن الديزل ينتج أيضًا كميات من الجسيمات المجهرية وأكاسيد النيتروجين التي تضر بصحتنا.

يقول متحدث باسم وزارة البيئة والغذاء: 'تلوث الهواء هو الخطر البيئي الأكبر على صحة الإنسان في المملكة المتحدة".

"وبينما تحسنت نوعية الهواء بشكل ملحوظ منذ عام 2010، ندرك أن هناك المزيد الذي يجب عمله".

"ولهذا السبب وضعنا خطة بقيمة 3.5 مليار جنيه إسترليني للحد من الانبعاثات الضارة للنقل البري وأطلقنا استراتيجية طيران نظيفة طموحة أشادت بها منظمة الصحة العالمية".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى