تقنية جديدة قد تُحدث ثورة في مجال زراعة الكلى

إن عملية البحث عن متبرع بالكلى متوافق مع المريض غالبا ما تكون عملية طويلة و شاقة، حيث تتطلب سلسلة معقدة من التحاليل البيولوجية من أجل تقليل خطر رفض العضو المزروع بداخل الجسم الجديد، مما يعني أن معظم عمليات زراعة الكلى يلزم أن تتم في نطاق أقرباء الدم.
أما الآن ومن خلال تقنية جديدة رائدة_تم نشرها في مجلة نيو انجلاند الطبية._، فإنه يمكننا نقل وزرع  الكلى من أي مانح.

تقنية جديدة قد تُحدث ثورة في مجال زراعة الكلى

إنه وفقا لتقارير نيويورك تايمز، فإن الخبراء يؤمنون بثورية هذه التقنية الجديدة، والتي من شأنها أن تُقلل كثيرا من الوقت الذي يستغرقه المرضى على قوائم الانتظار حتى يتم الحصول على كلية تناسبهم.

وتعمل التقنية الجديدة في الأساس عن طريق تعديل الجهاز المناعي للمريض، حيث يتم إعادة بناء شبكة جديدة من الأجسام المضادة لجعل فرصة رفض الجسم للكلية المزروعة أقل.
وليس من الواضح بعد كيف تحدث تلك العملية، ولكن الأجسام المضادة التي يتم تجديدها _بعد أن تمت تصفية الأجسام المضادة الأصلية_ تكون أكثر قابلية لتلقي الكلى الجديدة بعد إتمام زرعها بداخل الجسم، وتقل فرص رفضها لهذه الكلى.

وقد استخدم الأطباء هذه العملية المعروفة باسم "إزالة التحسُس" على نطاق صغير لعدة سنوات، ولكن التقرير الجديد الذي نُشر مؤخرا كان أول من ألقى نظرة واسعة على مدى فعاليتها. واستنادا إلى بيانات تم الحصول عليها من أكثر من 2000 مريض في 22 عيادة صحية، فإن 76.5% من المرضى الذين أُجريت لهم "إزالة التحسُس"، ثم قاموا بزرع كلى غير متوافقة مناعيا مع أنسجتهم، كانوا قد تمكنوا من البقاء على قيد الحياة بعد ثماني سنوات من عملية الزرع.
وقد حققت تلك التقنية نتائج أكثر إيجابية مقارنة بــ 62.9% من المرضى الذين بقوا على قائمة الانتظار، أو الذين تلقوا الكلى من أشخاص متوفين بدلا من أشخاص أحياء. إلا أنه قد يكون هناك بعض الوقت قبل أن يتم استخدام هذه التقنية على نطاق واسع، وذلك لأنها تنطوي على بعض الأدوية غير المعتمدة رسميا لهذا الغرض، وتبلغ تكلفة تنفيذها حوالي 30000 دولار أمريكي.

إن هناك ما يقرب من شخص واحد بين كل ثلاثة أشخاص من الذين يحتاجون إلى عملية زرع كلى، يصعب عليهم إيجاد متبرع تتوافق أنسجته مع أنسجتهم، كما أنه يوجد أيضا 100000 شخص على قائمة الانتظار في الولايات المتحدة وحدها، وهذه التقنية الجديدة قد تكون هي الخيار الوحيد أمام هؤلاء المرضى. وإن البديل لزرع الكلى أمام هؤلاء المرضى هو أن يقضوا ساعات على جهاز الغسيل الكلوي فقط من أجل البقاء على قيد الحياة.
و قد نقلت صحيفة نيويورك تايمز تجربة المحامي كريس سميث البالغ من العمر 56 عاما، و الذي تم تحريره من مشقة الغسيل الكلوي، بفضل المتبرع الحي  وعملية إزالة التحسس.

يقول الباحث الرئيسي دوري سيغيف من جامعة جونز هوبكنز: "أنت لا تحتاج إلى متبرع حي "متوافق" لإجراء عملية زرع الكلى اليوم، فأنت بحاجة فقط إلى متبرع حي".

و لكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن عملية إزالة التحسس قد لا تكون هي الخيار الأمثل في كل مراكز زرع الكلى، حيث ينبغي أيضا النظر في خيارات أخرى.

وكما يقول سيجيف أن التقنية نفسها يمكن أن تستخدم في نهاية المطاف في زرع الأعضاء الحية الأخرى، مثل زرع الكبد والرئتين.
وإن نجاح هذه التقنية يمثل شعاع الأمل بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون زرع الكلى، وهو الأمر الذي تدعمه بعض النماذج الجديدة الواعدة.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى