تطوير مركب جديد لعلاج الذئبة/ استراتيجيات علاجية مبتكرة

نجح علماء من شركة سكريبس للأبحاث في تطوير جزيء صغير يثبط نشاط البروتين المرتبط بأمراض المناعة الذاتية. بما في ذلك الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) ومرض كرون، ما يوفر إمكانية واعدة لعلاج الذئبة. يعد هذا البروتين، المعروف باسم (SLC15A4)، غير قابل للعلاج إلى حد كبير، إذ ناضل معظم الباحثين منذ فترة طويلة لعزل البروتين، أو تحديد بنيته، أو حتى تحديد وظيفته الدقيقة داخل الخلايا المناعية.

تقدم الدراسة المنشورة في مجلة Nature Chemical Biology أملًا جديدًا لعلاج الذئبة. بعد نجاح التجارب التي أجريت على الفئران، وكذلك على الخلايا المعزولة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الذئبة. ما يوفر للعلماء أداة جديدة لدراسة دور بروتين (SLC15A4) في أمراض المناعة الذاتية. بالإضافة إلى توفير أمل لعلاج جديد محتمل لمرض الذئبة.

تطوير مركب جديد لعلاج الذئبة

تطوير مركب جديد لعلاج الذئبة
تطوير مركب جديد لعلاج الذئبة

تم تشخيص بروتين (SLC15A4) لأول مرة في عام 2010. توصلت الأبحاث في هذا الوقت إلى أن بروتينات (SLC15A4) تلعب دورًا رئيسيًا في التحكم في الاستجابات المناعية وأن المستويات المرتفعة من البروتينات ترتبط بالالتهاب. كما وجد أن إزالة جين (SLC15A4) من الفئران المصابة أدي إلى تخفيف أعراض الذئبة لديها.

وقد وجدت دراسات أخرى منذ ذلك الحين أن (SLC15A4) موجود بمستويات مرتفعة في بعض المرضى الذين يعانون من مرض الذئبة ومرض كرون. وأن بعض الأشخاص الذين لديهم طفرات (SLC15A4) هم الأقل عرضة للإصابة بهذه الأمراض. ومع ذلك، فقد واجه الباحثون صعوبة في دراسة البروتين.

وعلى الرغم من وصف العلماء لهذا البروتين بأنه معقد للغاية ومدمج في أغشية محددة داخل الخلايا المناعية، ويتصرف بطريقة غامضة عند إزالته من هذه البيئة، ما يجعل من الصعب إجراء معظم  الاختبارات النمطية أو فحوصات العقاقير. فإن الباحثون في هذه الدراسة تمكنوا من إيجاد طرق إدخال مجسات كيميائية إلى الخلايا الحية وفحص ربط المجسات بالبروتين دون إزالة البروتين من بيئته في الخلية. واستخدم هذا النهج لاكتشاف تسعة أجزاء جزيئية مختلفة يمكن أن ترتبط جميعها ببروتينات (SLC15A4) داخل الخلايا المناعية البشرية.

أجرى الباحثون مجموعة متنوعة من التجارب لإثبات أن أحد هذه الجزيئات، المسماة (FFF-21)، يرتبط بشكل فعلي ببروتين (SLC15A4) ويعيق وظيفته في تعزيز الالتهاب.

يُقدم الباحثون العديد من النسخ المعدلة من جزيء (FFF-21)، ويدرسون ما إذا كانت أي منها لها تأثيرات أكثر فعالية. وقد أظهرت إحدى النسخ، التي أطلق عليها اسم (AJ2-30)، نتائج أكثر فعالية.

يعتقد الباحثون أن القدرة على حجب (SLC15A4) تفتح أبوابًا جديدة لدراسة أمراض المناعة الذاتية Autoimmune diseases وعلاجها في نهاية المطاف. ويخطط الفريق لتصميم إصدارات جديدة محسنة من الدواء لمواصلة الدراسة.

ختامًا، يمثل هذا الاكتشاف تقدمًا هامًا في فهم دور بروتين ((SLC15A4)) في الالتهاب المستدام وفي تطوير محتمل لعلاج الذئبة. بالإضافة إلى أن الاستراتيجية العامة المستخدمة في هذه الدراسة قابلة للتطبيق على العديد من الأهداف العلاجية المتعلقة بأمراض المناعة الذاتية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى