صيدلي مصري ينجح في ابتكار مركب جديد يمنع البكتيريا الخطيرة من مقاومة المضادات الحيوية

تمكن الصيدلي المصري الدكتور: عمر الحلفاوي_الباحث في مجال العلوم الدقيقة بجامعة ماك ماستر-كندا_من ابتكار مركب جديد يمنع البكتيريا الخطيرة من مقاومة المضادات الحيوية.

وأفاد الحلفاوي أن هذا الاكتشاف الجديد ربما يضع حدًا لما أسماه "الضراوة البكتيرية"، والتي تتمثل في قوة العدوى البكتيرية ومقاومتها للمضادات الحيوية.

وذكر الحلفاوي_في الدراسة المنشورة بدورية Nature_أن المركب المُكتشف يحتوي على مادة (بنزويل ثيوريا)، ويمكنه محاربة عدوى المكورات العنقودية الذهبية (MRSA).

مركب جديد يمنع البكتيريا الخطيرة من مقاومة المضادات الحيوية
صيدلي مصري ينجح في ابتكار مركب جديد يمنع البكتيريا الخطيرة من مقاومة المضادات الحيوية

يقول الدكتور عمر الحلفاوي_المؤلف الرئيسي بالدراسة: "إن المركب الذي اكتشفناه لا يُشبه أيًّا من المضادات الحيوية المعروفة في تركيبه الكيميائي".

"لقد فحصنا عددًا هائلًا من المركبات الكيميائية يصل عددها إلى حوالي 45000 مركب؛ قبل أن نتوصل لقدرة مركبنا الحالي على تعطيل الآليات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية".

ويتميز المركب الجديد بأنه يُحفز الجهاز المناعي للجسم على مهاجمة المكورات العنقودية، إضافة إلى فاعليته في تثبيط مقاومتها.

فهو يمنع البكتيريا من اتخاذ العديد من السلوكيات المُقاومة للهجوم، وهو الأمر الذي كان يكسبها "ضراوة شديدة" من ناحية العدوى، ويجعل علاجها أمرًا غير هين.

وعلى سبيل المثال، فإن المركب الجديد يعوق قدرة المكورات العنقودية على تكوين الأغشية الحيوية التي تُحيط بها وتحميها.

وتلك الآلية تستخدمها المكورات العنقودية بشكل أساسي؛ وبشكل خاص في المرضى الذين خضعوا لجراحات استبدال صمامات القلب أو زراعة المفاصل الاصطناعية.

وقد كانت تلك الأغشية الحيوية إحدى الطرق التي تمنع وصول المضادات الحيوية الفعالة إلى البكتيريا المستوطنة بداخل الصمامات أو المفاصل المُنزرعة.

وهو الأمر الذي كان يجعل القضاء عليها أمر صعب للغاية، خاصة في ظل استخدام العقاقير المضادة للتخثر في هؤلاء المرضى.

ويشير الحلفاوي إلى أن المركب الجديد يمكنه اختراق الخلايا التي تختبئ بها تلك البكتيريا، ويمنع تكاثر الميكروب بداخلها.

كما أنه سيمكن الأطباء من العودة مرة أخرى إلى استخدام البنسلينات وما يُشابهها من المضادات الحيوية التي طورت البكتيريا مقاومة ضدها.

وحول آلية عمل المركب الجديد، يقول الحلفاوي: "إنه يستهدف أحد البروتينات الموجودة بالبكتيريا يُسمى (GraR)".

"إن هذا البروتين يُمثل عامل الضراوة الأساسي الذي تعتمد عليه البكتيريا في مقاومة العلاج، ومن دونه تُصبح البكتيريا واهنة".

"ومن خلال دراستنا الدقيقة لخصائص عامل الضراوة البكتيري، تمكننا من تعطيل عمله باستخدام الخصائص الكيميائية لمركبنا الجديد".

وعلى الرغم من أن التجارب على المركب الجديد لم تشمل حيوانات التجارب بعد، إلا أن الحلفاوي قد اختار نوعًا من "الديدان الشمعية" لإجراء تجاربه.

وفسر الحلفاوي ذلك الاختيار بأن الجهاز المناعي لتلك الديدان يتشابه في أوجه عديدة مع الجهاز المناعي للبشر.

يُذكر أن قُرابة 700 ألف إنسان يموتون سنويًا نتيجة العدوى بالبكتيريا العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية.

وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية للبحث عن حلول لتلك الأزمة، والتي وصفتها بالكارثية.

وقد استمر العلماء طيلة الـ30 عامًا الماضية في الدراسة والبحث عما قد يُساهم في مواجهة تلك العدوى البكتيرية، وإنقاذ آلاف الأرواح التي تموت بسببها.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى