الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون قد تحد من قدرة الدماغ على تنظيم السعرات الحرارية

هناك الكثير من الأسباب للحد من كمية الدهون في نظامك الغذائي، إلا أن دراسة جديدة تقترح أن هناك سببًا آخر يجب إضافته إلى القائمة، وهو أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون يمكن أن تحد من قدرة الدماغ على تنظيم السعرات الحرارية.

الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون
الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون قد تحد من قدرة الدماغ على تنظيم السعرات الحرارية

ففي الاختبارات التي أجريت على الفئران، لاحظ العلماء أنه بعد إطعامهم نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون والسعرات الحرارية لفترات طويلة، قد أخل بمسار الإشارات بين الدماغ والأمعاء، ولم يعد ينظم استهلاك السعرات الحرارية كما ينبغي.

ووفقًا للدراسة، فإن مفتاح هذا المسار هو خلايا الدماغ النجمية (astrocytes).

وتتفاعل عادةً هذه الخلايا مع تناول الكثير من الدهون عن طريق كبت تناول الطعام، وتحقيق التوازن بين ما يتم تناوله.

يقول الباحثون: "بمرور الوقت، يبدو أن حساسية الخلايا النجمية تضعف تجاه الأطعمة الغنية بالدهون".

"وبعد حوالي 10-14 يومًا من تناول نظام غذائي غني بالدهون/السعرات الحرارية، تضعف قدرة الدماغ على تنظيم تناول السعرات الحرارية".

هذا يعطل إشارة الدماغ المرسلة إلى المعدة ويؤخر إفراغها ".

تم تقسيم الفئران المستخدمة في البحث _الذي نشر في مجلة Journal of Physiology_ إلى مجموعات وإطعامها نظام غذائي عالي الدهون والسعر لمدة 1 أو 3 أو 5 أو 14 يومًا، أو نظام غذائي قياسي.

بالإضافة لتسجيل تناول الطعام ووزن الجسم، استخدم الفريق أيضًا تقنيات لاستهداف ومراقبة دوائر عصبية معينة، بما في ذلك الخلايا النجمية.

من خلال تثبيط الخلايا النجمية في جذع الدماغ، تمكن الباحثون من ربط هذه الخلايا بتقليل التواصل بين القناة الهضمية والدماغ.

ووجدوا أن الخلايا النجمية المثبطة تحاكي ما حدث للفئران العادية بعد أسبوع أو أسبوعين من اتباع نظام غذائي غني بالدهون.

ليس من المؤكد_حتى الآن_كيف تتحكم الخلايا النجمية فيما يحدث في القناة الهضمية، ولكن من الواضح أن هناك نوعًا من الارتباط.

وفي حين أن الدراسة حللت فقط عادات أكل الفئران، إلا أن هناك سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن الأمر نفسه ينطبق على البشر أيضًا.

يقول الباحثون: "نحن حريصون على معرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تنشيط قدرة الدماغ المفقودة على تنظيم السعرات الحرارية".

"إذا كان هذا هو الحال، فقد يؤدي ذلك إلى تدخلات للمساعدة في استعادة تنظيم السعرات الحرارية لدى البشر مستقبلًا".

ونظرًا لأن السمنة تمثل مصدر قلق خطير للصحة العامة، يبحث الخبراء عن طرق لفهمها والتعامل معها بشكل أفضل.

وتزيد السمنة من خطر الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك مرض السكري، وأمراض القلب التاجية.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى