الاستخدام طويل الأمد لبعض عقاقير الارتجاع الحمضي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف

العلاقة بين استخدام أدوية حموضة المعدة على المدى الطويل وزيادة مخاطر الإصابة بالخرف

يشير مصطلح حموضة المعدة أو الارتجاع الحمضي إلى تدفق حمض المعدة إلى المريء، وهي حالة تحدث عادة بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء. يعاني الأشخاص الذين يعانون من حموضة المعدة من الشعور بحرقة في المعدة. وقد يتطور لديهم مرض انتفاخ المريء والمعدة، المعروف باسم GERD، والذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء.

الاستخدام طويل الأمد لبعض عقاقير الارتجاع الحمضي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف

الاستخدام طويل الأمد لبعض عقاقير الارتجاع الحمضي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف
الاستخدام طويل الأمد لبعض عقاقير الارتجاع الحمضي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف

تقلل أدوية حموضة المعدة من حمض المعدة عن طريق استهداف الإنزيمات التي تنتج هذا الحمض في المعدة. وقد أجريت دراسة حديثة توضح أن استخدام بعض أدوية حموضة المعدة لفترة طويلة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف. ونشر البحث في مجلة Neurology. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة لا تثبت أن تلك الأدوية تسبب الخرف، بل تظهر فقط ارتباطاً بينهما.

تقول إحدى الباحثات من فريق الدراسة أن أدوية حموضة المعدة تعد أداة مفيدة للتحكم في حموضة المعدة، ولكن تم ربط استخدامها لفترة طويلة في الدراسات السابقة بزيادة خطر السكتة الدماغية وكسور العظام ومرض الكلى المزمن. ومع ذلك، ما زال بعض الأشخاص يتناولون هذه الأدوية بانتظام، لذلك قمنا بدراسة ما إذا كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف.

شملت الدراسة 5712 شخصًا يبلغون من العمر 45 عامًا فأكبر، لم يعانوا من الخرف في بداية الدراسة. وكانت متوسط أعمارهم 75 عامًا. وقام الباحثون بتحديد ما إذا كان المشاركون يتناولون أدوية حموضة المعدة من خلال مراجعة أدويتهم خلال زيارات الدراسة ومكالمات هاتفية سنوية. ومن بين المشاركين، تناول 1490 شخصًا، أو 26 %، هذه الأدوية. تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على مدة استخدامهم للأدوية، وهم:

  • الأشخاص الذين لم يتناولوا الأدوية.
  • الأشخاص الذين تناولوا الأدوية لمدة تصل إلى 2.8 سنة.
  • الأشخاص الذين تناولوا الأدوية لمدة تتراوح بين 2.8 : 4.4 سنة.
  • الأشخاص الذين تناولوا الأدوية لأكثر من 4.4 سنة.

ثم تم متابعة المشاركين لمدة  5.5 سنة.

اقرأ أيضًا: دراسة: النساء اللاتي يتناولن مشروبات محلاة بالسكر أكثر عرضة لأمراض الكبد

نتائج الدراسة

خلال هذه الفترة، تطور الخرف لدى 585 شخصًا، أو 10%من المشاركين. من بين الأشخاص الذين لم يتناولوا أدوية حموضة المعدة، تطور الخرف لدى 415 شخصًا، أو 19 حالة لكل 1000 شخص خلال سنة. أما بالنسبة للأشخاص الذين تناولوا الأدوية لأكثر من 4.4 سنة. فقد تطور الخرف لدى 58 شخصًا، أو 24 حالة لكل 1000 شخص على مدار سنة.

بعد ضبط العوامل مثل العمر والجنس والعرق، وكذلك العوامل المتعلقة بالصحة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا أدوية حموضة المعدة (heartburn) لأكثر من 4.4 سنة كانوا يواجهون خطرًا أعلى بنسبة 33 % للإصابة بالخرف مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا الأدوية.

وأوضحت إحدى الباحثات في الدراسة أنه لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج واستكشاف الأسباب المحتملة للارتباط بين الاستخدام طويل الأمد لأدوية الارتجاع الحمضي وزيادة خطر الإصابة بالخرف. وأشارت إلى أنه من المهم أن يتناقش الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية مع أطبائهم قبل إجراء أي تغييرات. لمناقشة أفضل الطرق للتعامل مع حموضة المعدة.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى