بحث جديد: "النوم العميق" قد يكون المفتاح الوحيد لتنقية خلايا الدماغ من السموم

أشار بحث جديد قام به فريق من الباحثين بجامعة بوسطن الأمريكية إلى أن النوم العميق قد يكون المفتاح الوحيد لتنقية خلايا الدماغ من السموم الضارة المتراكمة بها.

وأكد الباحثون أن النوم الريمي (نوم حركة العين السريعة) يتطلب نشاطًا كبيرًا تقوم به الدماغ؛ فهو يُمثل الجزء النشط من مراحل النوم.

وينتج عن ذلك النشاط كمية كبيرة من نواتج الأيض بداخل خلايا الدماغ، وهو ما يعمل النوم العميق (النوم بطئ الموجة) على التخلص منه.

المفتاح الوحيد لتنقية خلايا الدماغ من السموم
بحث جديد: "النوم العميق" قد يكون المفتاح الوحيد لتنقية خلايا الدماغ من السموم

اعتمدت الدراسة الحالية على مراقبة مرحلة النوم بطئ الموجة لـ11 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 20-33 عامًا، وجميعهم من الأشخاص الأصحاء.

وقد أُجريت في السبعينات من القرن الماضي مجموعة من الأبحاث المماثلة على حيوانات المختبر، لمعرفة التغيرات الدماغية المرتبطة بمراحل النوم.

ووجد الباحثون آنذاك أنه عندما يكون الدماغ في مرحلة (النوم بطئ الموجة)، ينخفض تدفق الدم إلى الخلايا العصبية بشكل ملحوظ.

ثم يلي هذا النقص في حجم الدم زيادة كبيرة في كمية السائل النخاعي المتدفقة إلى الأنسجة الدماغية، لتملأ الفراغ الناتج.

ومن المعروف أن السائل النخاعي يلعب دورًا مهمًا في التخلص من السموم المتراكمة بداخل الخلايا العصبية، والتي قد تزيد من فرص الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية (كالخرف وألزهايمر).

ويعتقد الباحثون أن مرور الدماغ بتلك المرحلة أثناء النوم هو بمثابة عملية (شطف) لأنسجة المخ قبل الانتقال إلى دورة أخرى من النوم الريمي.

تقول الدكتورة لورا لويس_من جامعة بوسطن: "لقد رأينا تدفقًا هائلًا للسائل النخاعي بداخل المخ خلال مرحلة النوم بطئ الموجة".

"حيث تفوقت كمية السائل المتدفق على تلك المُسجلة خلال يقظة الدماغ، وخلال جميع مراحل النوم الأخرى".

"وقد اعتمدنا خلال أبحاثنا على مراقبة الأشخاص المشاركين خلال فترات نومهم، وتسجيل النشاط الكهربائي للمخ وتصوير دورة السائل الدماغي بواسطة الرنين المغناطيسي بمعدل صورة واحدة/360 ملي ثانية".

وعلى الرغم من أن تلك الدراسة_التي نُشرت في مجلة Science_أظهرت أن فترات النوم بطئ الموجة تُساهم بشكل أساسي في تنقية المخ من السموم؛

إلا أن الباحثين لم يستطيعوا تقدير المعدل الطبيعي الذي تتم به عملية إزالة النفايات الخلوية من أنسجة الدماغ.

وتسعي لويس وزملاؤها إلى تكرار التجارب على مجموعة من الأشخاص المتقدمين في العمر (60-70 عامًا)، لمعرفة تأثير التقدم في السن على تلك العملية.

ولكنهم يتوقعون أن يجدوا قصورًا في "دورة شطف المخ" هذه لدى كبار السن، وهو ما قد يفسر انتشار الأمراض التنكسية العصبية بينهم.

يقول الدكتور يون إلجو_طبيب الأعصاب من جامعة واشنطن: "ربما تختلف التفسيرات المرتبطة بكيفية تخلص المخ من فضلاته".

"ولكن ما لا شك فيه هو أن النوم العميق والهادئ هو شيء مهم للغاية؛ ولكن أغلبنا لا ينعم به مع الأسف".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى